[مسألة]
  لطفا إلى لطف ويعرف ذلك عنه الكافر وهذا كقوله {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً} وقيل إن ذلك نزل في كفار مخصوصين يوم أحد وهم الذين قال اللّه تعالى بحقهم {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} فبين تعالى انه سيلقي الرعب في قلوبهم فيغلبهم المسلمون.
[مسألة]
  وربما قيل قد قال {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} وذلك في يوم أحد وهو كالدلالة على أنه تعالى يفعل فيهم الاقدار والصرف.
  وجوابنا أنه تعالى ذمهم في قوله {حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ} فأراد انه يوم بدر أراهم ما يحبون لما لم يعصوا ويوم أحد عصوا وقد كان ﷺ رتب لهم في مجاهدة الكفار ترتيبا خالفوه فلما لم يثبتوا في المحاربة على ما رسمه لهم لم يلطف لهم لأجل المعصية بل شدد التكليف عليهم فجاز ان يقول {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ} ولذلك قال تعالى {لِيَبْتَلِيَكُمْ} أي ليمنحكم بمصالح العاقبة ثمّ قال {وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ} ولو كان الصرف من خلق اللّه تعالى فيهم لم يكن لذلك معنى وانما ضمن لهم النصرة بشرط طاعة الرسول فلما خالفوه ولحقهم بذلك الغم الصارف جاز أن يصفهم تعالى بذلك.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} وفي قوله من بعد {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} ان ذلك يدل على أن لا صنع للعبد. وجوابنا أنه تعالى حكى عنهم ما ذمهم عليه وهو قوله {لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا} فلا دلالة فيما حكاه عنهم فأما قوله تعالى {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} فالمراد به ما يتصل بالنصرة والتمكين ولولا ذلك لما أمرهم بالجهاد ولما ذمهم على تركه ولذلك قال بعده {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ} فنبه على أنه تعالى يعلم من حالهم ما لا يعلمه ﷺ وقوله تعالى بعد ذلك {وَلَوْ