الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الناسخة

صفحة 279 - الجزء 1

  مثل قولك (من يكرمني فإني أكرمه) فإن أردت فأنا أكرمه وجب الكسر لأنها جملة، وإن أردت فإكرامي له حاصل فتحت لأنه مفرد. وفي مثل قوله:

  وكنت أرى زيداً كما قيل سيداً ... إذا أنه عبد القفا واللهازم

  لأنه يصلح للمفرد والجملة جميعاً، فإن قصدت فإذا هو عبد القفا كسرت، لأنه موضع الجملة الابتدائية، وإن قصدت العبودية فتحت لأنها مفردة وخبرها محذوف.

  وثالثها: إنه لا يعطف على محل شيء منها بالرفع إلا على (إن) المكسورة (ولكن) فنقول (إن زيداً قائم وعمرو) ولا يعطف على محلها إلا بعد تمام الخبر خلافاً للكوفيين، فإنهم يجوزون (إن زيداً وعمرو قائمان) وإنما لم يُجز العطف على محل (إنّ) قبل تمام خبرها لما يؤدي إليه من كون الاسم الواحد معمولا (لأن) غير معمول لها، لأنه من حيث إنه خبر (لإنَّ) معمول لها ومن حيث إنه خبر عن الاسم المعطوف على محلها غير معمول لها، وفي هذا تناقض بين.

  ورابعها: إنه لا يجوز دخول لام الابتداء على شيء (من هذه الأحرف إلا على (إن) وحدها وإنما وجب ذلك لأن (اللام) هي لام الابتداء وكل واحد من هذا الأحرف قد غير معنى الابتداء فمن ثم لم يجز دخولها عليها، فأما (إن) المكسورة فلم