الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الجازمة

صفحة 301 - الجزء 1

  قول لم يصدر عن فطانة.

  (لا): للنهي في مثل قولك (لاتخرج) ومعناها المنع عن الفعل، قال الله تعالى {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ}⁣[البقرة: ١٨٨] وقال أيضا (ولا تقربوا الفواحش)

  (وإن): ومعناها المجازاة، ولا تستعمل إلا في المواضع المحتملة المشكوك في وقوعها، ولهذا حسن عدلك (إن زرتني أكرمتك) لما كانت الزيارة مشكوكاً في حصولها وقبح قوله (إن طلعت الشمس جئتك) لما كان طلوع الشمس متحققا معلوماً وإنما حسن قولنا (إن مات فلان وقع كذا) وإن كان موته معلوماً مقطوعاً به لما كان وقته غير متحقق فهو الذي سوغه، ولها ثلاث فوائد.

  الفائدة الأولى: في بيان حال الفعلين الواقعين. شرطاً و جزاءاً، واعلم أن الشرط والجزاء لا يخلو حالهما من وجوه أربعة:

  أولها: أن يكونا مضارعين كلاهما في مثل قولك (إن تخرج أخرج) فإذا وقعتا على هذا الوجه فليس فيهما إلا الجزم وقد شذ الرفع في الثاني في نحو قوله:

  إنك إن يصرع أخوك تُصرَعُ

  وهو قليل.