الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الجازمة

صفحة 302 - الجزء 1

  وثانيها: أن يكون كلاهما ماضيين في اللفظ في مثل قولك (أن أكرمتني أكرمتك) فلا عمل (لإن) هاهنا في الظاهر، وإنما العمل لها في التقدير.

  وثالثها: أن يكون الأول ماضياً والثاني مضارعاً في مثل قولك (إن أكرمتني أكرمك) فإن كانا هكذا جاز في الثاني الجزم على القياس، والرفع، ووجهه أنه لما بطل عمل (إن) في الشرط في الظاهر لأجل مضيه أرادوا المشاكلة بينهما في بطلان العمل فلهذا رفعوه.

  ورابعها أن يكون الأول مضارعاً والثاني ماضياً وهو قليل وإنما (قل استعماله لأمرين أما أولاً: فلأن القياس ألا يدخل الفعل الماضي الجملة الشرطية.

  وأما ثانياً: فلأن القياس إذا كان في الجملة الشرطية فعل المضارع يكون شرطاً لأنه أسبق وقد جاء في الشعر أن يكون الأول مضارعاً والثاني ماضيا)، فإذا كانا هكذا فليس في الأول إلا الجزم، فهذا حكم الفعلين إذا وقعا شرطاً وجزاء.

  الفائدة الثانية: في حكم جواب الشرط، واعلم أن جوابه يقع على وجهين:

  أحدهما: أن يكون واقعا (بالفعل) وهو كثير.

  وثانيها: أن يكون واقعاً (بالفاء) ودخول (الفاء) عليه في جواب الشرط له ثلاث حالات.

  الحالة الأولى: يكون دخولها واجباً في مواضع أربعة:

  أولها في الجملة الاسمية في نحو قولك (إن قمت فزيد قائم) وقد شذ قوله:

  من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان.

  وثانيها مع الجملة الإنشائية في الأمر والنهي والتمني والرجاء والدعاء وأمثلتها ظاهرة.