الحروف الجازمة
  يكن، وأما (حيثما) فلا تجازي بها إلا مع (ما) تقول (حيثما تكن نكن) و (إذما) أيضاً لا تجازي بها إلا مع (ما) تقول (إذ ما تأتني أكرمك) وهي حرف عند سيبويه.
  وأما الموضع الثالث: وهو ما يعمل في الفعل الجزم بواسطة (إن) من الأسماء غير الظروف وهي خمسة أيضاً (من، وما، وأي، ومهما)، و (كيفما) عند أهل الكوفة فهذه الأسماء تعمل في الفعل الجزم بواسطة (إن) وتكون مرفوعة في مثل قولك (من يقم أقم معه) ومنصوبة في نحو (من تضرب أضرب) ومجرورة (بمن تمر أمر) (فمن) شرط فيمن يعلم، (وما) شرط فيما لا يعلم و (أي) شرط على العموم فيمن يعلم ومن لا يعلم (ومهما) شرط في الأمور المبهمة تقول (مهما تفعل أفعل). واختلف في حقيقتها، فمنهم من قال: أصلها (مه) اسم للفعل زيد عليها (ما) وجوزي بها. ومنهم من قال: أصلها (ماما) فالأولى هي الجزائية كالتي في قولك (ما تأكل آكل) والثانية هي المؤكدة لها كالتي في قولك (أينما تكن أكن) فقلبت ألف الأولى (ها) كراهة لتلاقي المثلين، والحق أنها كلمة مفردة للمجازاة، لأن التركيب على خلاف الأصل، ولا دليل على كونها مركبة، فيجب القول بكونها مفردة، و (كيفما) للحال، ولا يجزم بها إلا عند أهل الكوفة، والبصريون يرفعون الفعل بعدها فيقولون (كيفما تصنع أصنع) واعلم أن ما يجزم من الأفعال بواسطة (إن) على وجهين: أحدهما أن يكون في هذه الأسماء والظروف التي ذكرناها، فإنها إنما جزمت بواسطة (إن) كما قدمنا ذكره.
  وثانيها: أن يقع الفعل في جواب أحد الأشياء السبعة (الأمر، والنهي، والاستفهام، والتحضيض، والدعاء، والتمني، والعرض) وإنما وجب جزمه في هذه