الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الجازمة

صفحة 304 - الجزء 1

  جميعاً، لأنه هو المقتضي الشرط والجزاء، فيجب أن يكون عاملاً فيهما جميعاً، وهذا هو قول جماهير البصريين، فهذا هو الكلام فيما يعمل الجزم في الحروف.

  وأما الموضع الثاني: وهو ما يعمل في الفعل الجزم بواسطة (إن) من الظروف.

  وهي خمسة (أين، إذا، ومتى، وحيثما، وإذما) فهذه الظروف كلها تعمل الجزم في الفعل بواسطة (إن) وهي منصوبة على الظرفية والعامل فيها مختلف فيه.

  فذهب بعض النحاة إلى أن العامل فيها شرط، وذهب بعضهم إلى أن العامل فيها جوابها، وهذا هو القوي، لأن العامل هو الذي تتم به الفائدة، ولا يمكن تمام الفائدة إلا بجوابها، فوجب أن يكون هو العامل فيها، (فأين) للمكان، تقول (أين تكن أكن) و (أنى) للجهة تقول (أنى تكن أكن) و (متى) للزمان وتختص بالأوقات المبهمة تقول (متى تخرج أخرج) و (أيان) مثل (متى) وتختص بالسؤال عن الأمور الهائلة كقوله تعالى {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}⁣[الأعراف: ١٨٧] {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ٢١}⁣[النحل] و {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ٦}⁣[القيامة: ٦] والكسر في همزته لغة سليم حكاها الفراء، وهذه الظروف كلها للمجازاة سواء كان معها (ما) أو لم