الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

حروف الابتداء

صفحة 308 - الجزء 1

  ومنهم من قال: هو متعلق بفعل محذوف قبل (الفاء) وما بعد (الفاء) جملة مستأنفه مستقلة بنفسها ومنهم من فصل وقال: إن كان ما بعد (الفاء) يصح أن يكون عاملا فيما قبلها فهو من تمام الجملة الواقعة بعد (الفاء) في مثل قولك (أما زيداً فأن ضارب) وإن كان مما لا يصح أن يعمل فيه ما بعد (الفاء) فليس من تمام الجملة الواقعة بعد (الفاء) كقولك (أما زيدٌ فإني ضارب) لأن (إن) لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، والصحيح أنه من تمام الجملة الواقعة بعد (الفاء) وإنما التزم تقديمه لما ذكرنا من أجل التعويض عن الجملة المحذوفة.

  ومنها (أما) المخففة: ومعناها الاستفتاح تقول (أما زيد قائم) قال:

  أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر

  وتقع (أن) المفتوحة المشددة بعدها فتكون بمعنى حقاً في مثل قولك (أما أنه منطلق) أي حقاً أنه منطلق.

  قال سيبويه: وسألت الخليل عن قولك (أما أنه ذاهب) فقال: إذا فتح فكأنه قال حقاً أنه منطلق، وإذا كسر فهو بمعنى ألا إنه منطلق يعني أنه إذا فتح (أن) كانت في موضع رفع فاعلة المصدر وهو حق، وإن كسر كان على الابتداء.

  ومنها (لولا) ومعناها امتناع الشيء لوجود غيره، تقول (لولا زيد لكان كذا) و (لولا علي لهلك عمرو)، وارتفاع الاسم بعدها على الابتداء وخبره محذوف وسد جواب لولا مسده والمعنى فيه لولا زيد موجود فحذف لطول الكلام، هذا مذهب البصريين، وزعم أهل الكوفة أنه مرتفع بفعل مقدر تقديره (لولا حصل زيد