[الفرق بين الأنفال والغنائم]
  {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ [٨٤ أب] وَلِلرَّسُولِ ...} الآية [الأنفال: ٤١]، ولم يجيء بحجة أحد من الفريقين.
[الفرق بين الأنفال والغنائم]
  قال عبد الله #: وأنا أقول: إن الأنفال غير الغنائم، وأنها عندي على ضربين، منها: سلب القتيل وماله وغير ذلك مما يحضر به المحاربون الحرب التي يحضرها الإمام، ومنها ما تأخذه السرايا والخيل المغيرة من أهل الحرب.
  وقد بلغني أن المسلمين تكلموا في ذلك وسألوا النبي ÷ عنه وأرادوا أن يجعلوا سبيله سبيل المغانم [١٢ أ - جـ] تقسم كقسمتها، فاحتلج الله ذلك من أيدهم وجعله له ولرسوله؛ فقال سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} فجعل الله أمر جميع ذلك إلى رسوله يفعل فيه ما أحب، إن شاء قسمه على المسلمين كافة، وإن شاء اختص به من أخذه وجعله لمن شاء وفيما شاء، وما كان له ÷ من الفعل في ذلك فهو للأئمة من بعده، وإنما سميت الأنفال؛ لأنه نفل أي يفضل به بعض الناس على بعض؛ فهذا معنى الأنفال عندي والله أعلم(١).
= الخامس: أن الأنفال الخمس خاصة، سألوا لمن هو فأجيبوا بهذا، وهو قول مجاهد رواه عنه ابن أبي نجيح. لمزيد حول الموضوع انظر: نواسخ القرآن ص (١٦٤ - ١٦٥) النحاس ص (١٤٣ - ١٤٥)، هبة الله ص (١٢٥)، ابن العربي (٢/ ٢٢٤)، ابن حزم ص (٣٩) تفسير القرطبي (٧/ ٣٦٠) وما بعدها، العتائقي الحلي ص (٦٦)، الإيضاح (٢٩٥)، عقود العقيان (٢/خ)، الطبري (٩/ ١٠٠)، وفي طبعة أخرى (٤/ ٤٢٤) جامع البيان (٦/ ١٧٥ - ١٧٦).
(١) للأنفال ستة معان: الأول: أنها الغنائم، وهو ما رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال الحسن، ومجاهد، وعطاء، وعكرمة، والضحاك، وأبو عبيدة، والزجاج، وابن قتيبة في آخرين.
الثاني: أنها ما نفله رسول الله ÷ لم سلب فإليه.
الثالث: أنها ما شذ من المشركين إلى المسلمين من عبد أو دابة بغير قتال، قاله عطاء.
الرابع: أنه الخمس الذي أخذه رسول الله ÷ من الغنائم بعد قسمتها، قاله مجاهد.
الخامس: أنه أنفال السرايا، قاله علي بن صالح بن حي، وحكي عن الحسن.
السادس: أنها زيادات يؤثر بها الإمام بعض الجيش لما يراه من المصلحة، ذكره الماوردي. انظر: زاد المسير (٣/ ٣١٨)، نواسخ القرآن ص (١٦٤).