الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم،

عبد الله بن الحسين الرسي (المتوفى: 300 هـ)

[فضيلة علم الناسخ والمنسوخ وحكم تعلمه]

صفحة 41 - الجزء 1

  وباطن، وأقسام، وأمثال، وفرائض، وقصص، وخاص وعام، وإشارة ودلالة⁣(⁣١)، وعطية لخاص يراد بها العموم⁣(⁣٢)، ومعان غير ما ذكرت كثيرة.

  وأنا بعون الله مبين ذلك، وشارح جميعه في كتاب غير هذا، ومبتدئ في كتابي هذا بما ذكرت من ناسخ ذلك ومنسوخه⁣(⁣٣)، أطلب ثواب الله والدار الآخرة، مستعينا بالله عليه، ضارعاً إليه في عوني على ذلك وتسديدي الصواب⁣(⁣٤) فيه.

  (قال الله تعالى سبحانه)⁣(⁣٥) {وَمَنْ يُؤتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}⁣[البقرة: ٢٦٩].

  فزعم ابن عباس (® وكثير)⁣(⁣٦) من العلماء أن تفسير هذه الآية ومَا ذكر الله فيها من الحكمة هي: المعرفة بجميع معاني القرآن التي ذكرنا⁣(⁣٧) وأسبابه.

[فضيلة علم الناسخ والمنسوخ وحكم تعلمه]

  [١/ ١] ولقد بلغني عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ أنه سمع رجلاً يعظ الناس ويقص عليهم.


(١) وردت في (جـ) (بها الخصوص) واللفظ يحتمل المعنيين، ومثال ذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ...}⁣[الطلاق: ١]. إذ خص النبي ÷ بالنداء وعم بالخطاب؛ لأنه ÷ إمام أمته وقدوتهم، والأمثلة كثيرة. انظر: البرهان في علوم القرآن، (٢/ ٢١٨ - ٢٢٠)، الإتقان في علوم القرآن. (٢/ ٤٣ - ٤٦).

(٢) في (أ): العام.

(٣) في (أ): بما ذكرت من ناسخ ومنسوخ.

(٤) في (جـ): للصواب.

(٥) ساقط في (جـ).

(٦) ورد في (أ): وكثير.

(٧) وروى علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} قال ابن عباس: هي المعرفة بالقرآن، فقهه ونسخه، ومحكمه ومتشابهه وغريبه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه وأمثاله. انظر: نواسخ القرآن ص (٣٢)، القرطبي (٣/ ٣٣٠)، جامع البيان (٣/ ٨٩ - ٩١).