﷽، و ÷⁣^(⁣١)

[الاختلاف حول معنى نسخ الحج إلى العمرة]

  قال عبد الله بن الحسين ª: ثم اختلف الناس في معنى نسخ الحج إلى العمرة [١٩ ب - أ] فزعم قوم أن ذلك ينسخ آية من كتاب الله لا يعلمونها⁣^(⁣٢)، (وقال آخرون بوحي نزل على النبي ÷ والذي عندنا وبه نأخذ أن ذلك خاصة للنبي ÷ وأصحابه)⁣^(⁣٣).

  ومما يحتج به في ذلك حديث بلال بن الحارث المزني⁣^(⁣٤) قال: قلت: يا رسول الله، فسخ الحج لنا خاص أم لمن يأتي بعدنا؟ فقال له ÷: [٣٤] «لا بل لنا خاص»⁣^(⁣٥).

(١) من (أ، ب) أمَّا (جـ) فالصلاة على النبي وآله لم ترد.

(٢) قال ابن العربي: وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية - أي: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}⁣[البقرة: ١٩٦] - ناسخة لفسخ الحج إلى العمرة الذي أمر النبي ÷ أصحابه به، فإن الأمر بالإتمام لما وقع به الابتداء يمنع من نسخه ورده إلى غيره، وقد أجمع الصحابة على أن ذلك مخصوص بالنبي وزمانه وحجته تلك الأخيرة، فأما الذي جرى في حجة النبي فلا يصح أن تكون هذه الآية ناسخة له لوجهين:

- أحدهما: أن هذه الآية نزلت في عمرة الحديببية، وما جرى من النبي في حجة الوداع بعده، والمتقدم لا ينسخ المتاخر عقلاً ولا شرعاً، ابن العربي. (٢/ ٦٣، ٦٤)، والرأي الصحيح حول الموضوع أن آية البقرة (١٩٦) ليست بداخلة في المنسوخ أصلاً؛ إذ أنها لم تنسخ شيئاً؛ لأنها تشرع حكماً في الحج لم يسبق بحكم يخالفه، وبالتالي فإن الآية محكمة لم ينسخها حكم، كما أنها لم ينسخ بها حكم. انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس. ص (٣٤ - ٣٩)، تفسير الخازن (١/ ١٢٤ - ١٢٥)، تفسير ابن كثير (١/ ٣٦٠ - ٣٦٨)، النسخ في القرآن الكريم د. مصطفى زيد (٢/ ٦٣٥ - ٦٥٤)، نواسخ القرآن ص (٧٧ - ٧٨).

(٣) ساقط من (جـ) وورد تقديم وتأخير في (أ، ب).

(٤) هو بلال بن الحارث المزني، أبو عبد الرحمن المزني، روى عن النبي ÷، ويقال: إنه كان أول من قدم من مزنية على النبي في رجال من مزنية سنة (٥) من الهجرة، ومات سنة (٦٠ هـ) وله (٨٠ سنة)، انظر: تهذيب التهذيب (١/ ٤٦٠) ت (٨٣٢).

(٥) أخرجه أبو داود في سننه (٢/ ١٦١) رقم (١٨٠٨) عن بلال بن الحارث والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص (٣٥) وفيه: (بل لنا خاصة)، والبيهقي في السنن (٥/ ٤) عن سراقة بن مالك، والطبراني في الكبير (١/ ١٣٨)، والنسائي (٥/ ١٧٩) وأخرجه الطبراني في أكثر من موضع. انظر (٧/ ٦٥٩٣، ٦٥٦٣، ٦٥٦٧، ٦٥٦٦، ٦٥٧٣) (١١/ ١٠٩٧٢)، (١٨/ ٦٠٠) (١٩/ ٣٧١) عن جابر وابن عباس وعمران بن حصين وأبي اليسر.