[الغنائم والأنفال]
  السهمي(١) وعباس بن مرداس السلمي(٢) والعلاء بن الحارث الثقفي(٣) أعطاهم من الإبل ما تألفهم به.
  قال عبد الله بن الحسين ª: فهذا مما يشد قولنا ويصحح حجتنا على من خالفنا، وهذا ما في الأسارى عندنا وما به نأخذ فيهم.
[الغنائم والأنفال]
  فأما الغنائم والأنفال: فقد اختلف فيها؛ قال قوم: إن المغانم هي الأنفال بعينها، وقال آخرون: إن المغانم سوى الأنفال وإن الآيتين [٢٥ أ - أ] محكمتان جميعاً، وقال الذين قالوا: إن الغنائم هي الأنفال: إن الأولى من الآيتين قول الله ø: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ...} الآية [الأنفال: ١](٤)، ونسخ هذه الآية بقوله:
(١) عدي بن قيس السهمي: ورد في الأصل: قيس بن عدي. والصحيح ما أثبتناه وهو عدي بن قيس السهمي، كان من المؤلفة قلوبهم. روى علي بن المبارك عن محمد بن أبي كثير قال: المؤلفة قلوبهم (١٣). انظر: أسد الغابة (٣/ ٣٩٨).
(٢) هو عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبيد بن عبس، وهو من المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه. أسد الغابة (٣/ ١١٢ - ١١٤).
(٣) هو العلاء بن حارثة بن عبد الله بن أبي سلمة، أحد المؤلفة قلوبهم، وهو من خلفاء بني زهرة، أعطاه الرسول من غنائم حنين مائة من الإبل. أسد الغابة (٤/ ٧).
(٤) للعلماء في هذه الآية خمسة أقوال:
الأول: أنها منسوخة بالآية (٤١) من نفس السورة وهو قول الأكثر، واحتج بعضهم بأنها لما كانت من أول ما نزل في المدينة من قبل أن يؤمر بتخميس الغنائم، وكان الأمر في الغنائم كلها إلى النبي ÷ لذلك وجب أن تكون منسوخة بجعل الغنائم حيث جعلها الله، وأصحاب هذا القول يقولون: إن الأنفال هاهنا الغنائم، ويجعل بعضهم اشتقاقه من النافلة وهي الزيادة، والغنائم أنفال، وممن ذهب إلى هذا القول: ابن عباس، ومجاهد والضحاك والشعبي والسدي وأكثر الفقهاء، والإمام عبدالله بن حمزة، وعكرمة، وعامر، وأبو علي، وهبة الله بن سلامة.
الثاني: أنها ليست بمنسوخة وأنها محكمة، واحتجوا أن هذه هي الأنفال على الحقيقة لا الغنائم؛ لأنها زيادات يزاد الرجل على غنيمته أو يزيدها الإمام من رأى، وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول.
الثالث: أن الأنفال ما ند من العدو من عبد أو دابة فللإمام أن ينفل ذلك من شاء إذا كان به صلاحاً، وهو قول عطاء والحسن.
الرابع: أن الأنفال للسرايا خاصة وهو قول علي بن صالح. =