[الاستغفار للمشركين والتبرؤ منهم]
  وأما قوله تعالى: {لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}[آل عمران: ٢٨](١) يقول الله ø للمؤمنين لا تتولوا الكافرين و [٩٤ ب - ب] عادوهم دون المؤمنين ولا تؤثروهم عليهم بالموالاة والمودة فحصر ذلك على المؤمنين ونسخ هذا بالرخصة لهم {إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}[آل عمران: ٢٨].
  قال عبد الله بن الحسين ª: [٣٦ ب - أ] يقول الله سبحانه وتعالى: إلاَّ أن تكونوا تخافونهم على أنفسكم فتعطونهم بألسنتكم ما لستم معتقدين في قلوبكم حتى يجعل الله لكم من ذلك مخرجاً، ثم قال: {وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران: ٢٨] يقول سبحانه: {َيُحَذِّرُكُمْ} عقوبته في فعل ما لم يجعل لكم إليهم سبيلا، ثم قال: {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} أي مرجع كل شيء ومصيره.
[الاستغفار للمشركين والتبرؤ منهم]
  قال عبد الله بن الحسين ª: ومما ذكر من نسخ الإذن بالاستغفار للمشركين قول الله ø: {وَقَضَى رَبُّكَ ألاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ٢٣ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء: ٢٣ - ٢٤] ثم نسخ ذلك(٢) بقوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ
(١) انظر: زاد المسير (١/ ٣٧١ - ٣٧٣)، القرطبي (٤/ ٥٧ - ٥٨، ١٧٨)، الطبري (٣/ ٥٥ - ٥٦)، جامع البيان (٣/ ٢٢٧ - ٢٢٩)، نواسخ القرآن (١٠٤ - ١٠٥)، الخازن (١/ ٢٣٧)، التبيان لابن أبي النجم، هبة الله ص (٩٩)، عقود العقيان (٢/خ)، تفسير البغوي (١/ ٤٣٦).
(٢) انظر: النحاس ص (١٧٨ - ١٨٠)، (١٦٧)، نواسخ القرآن ص (١٩٠ - ١٩١)، هبة الله (١٤٠)، جامع البيان (٨/ ٥٧ - ٦٣)، (٦/ ٤٨٧ - ٥٠٠)، تفسير الطبري (١٥/ ٣٣ - ٣٨)، (١١/ ١٤٩ - ١٥١)، زاد المسير (٥/ ٢١ - ٢٦) (/٥٠٧ - ٥١١)، القرطبي (١٠/ ٢٣٧ - ٢٤٦)، الخازن (٣/ ١٢٦ - ١٢٧)، (٢/ ٤١١ - ٤١٣)، الرازي (٧/ ٣٢١ - ٣٢٨)، (٦/ ١٥٧ - ١٦٠).