الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم،

عبد الله بن الحسين الرسي (المتوفى: 300 هـ)

[الإطاقة ومتى تجب الفدية ولمن]

صفحة 56 - الجزء 1

  الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟ هما الخيطان: الأبيض والأسود.

  فقال: رسول الله ÷: «إنك لعريض القفى هما الليل والنهار»⁣(⁣١).

[الإطاقة ومتى تجب الفدية ولمن]

  قال عبد الله بن الحسين ª: وقد اختلف العلماء في هذه الآية على فرقتين سأذكرهما، ومَا به نأخذ منها إن شاء الله تعالى.

  قال الله سبحانه: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}⁣[البقرة: ١٨٤](⁣٢)؛ فقال قوم: إنما كانت الإطاقة عندهم أن الرجل والمرأة كانا يصبحان صائمين، ثم من شاء منهما أفطر [٣ أ - جـ] وأطعم لذلك اليوم مسكيناً حتى نسخ الله هذه الآية بالآية التي بعدها وهي قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}⁣[البقرة: ١٨٥] فلما نزلت هذه الآية لم يكن لأحد أن يفطر، وهو يطيق الصوم في حضرهِ.

  وقالت هذه الفرقة: أن هذه الآية نسخت التي قبلها.


(١) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه تحت رقم (١٩١٥)، وبحاشية السندي (١/ ٣٢٨)، وأبو داود في سننه (ح/٢٣١٤)، الترمذي في جامعه (ح/٢٩٦٨) وصححه، وأحمد في مسنده (٤/ ٢٩٥)، والطبراني في تفسيره خلال تفسير الآية المذكورة، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص (٢٩)، والبيهقي في سننه (٤/ ٢٠١)، وابن الجوزي في نواسخ القرآن ص (١٦٧)، والواحدي في أسباب النزول ص (٣٥)، والنسائي في تفسيره (١/ ٢٢٢ - ٢٢٥)، وفي المجتبى تحت رقم (٢١٦٨) كتاب الصيام، والدارمي (٢/ ٥) وله شواهد انظر: مسند أحمد (٥/ ٢٤٦ - ٢٤٧)، وأبو داود (ح/٥٠٧)، والسيوطي في الدر المنثور (١/ ١٩٧).

(٢) اختلف العلماء حول معنى الآية على قولين:

الأول: أنه يقتضي التخيير بين الصوم والإفطار.

الثاني: أنه محكم غير منسوخ. انظر: التبيان في الناسخ والمنسوخ لابن أبي النجم حاشية الآية (٩) من سورة البقرة، نواسخ القرآن ص (٦٥ - وما بعدها)، النحاس ص (٢٣ - ٢٤)، هبة الله بن سلامة ص (٨٤ - ٨٥)، ابن حزم ص (٢٦)، ابن خزيمة ص (٢٧٨)، المصفى بأكف أهل الرسوخ ص (١٨)، الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه للقيسي ص (١٤٩)، تفسير ابن كثير (١/ ٣٣٥)، تفسير الخازن (١/ ١١٠ - ١١١)، فتح المنان في تفسير القرآن، علي العريض ص (٢٧٧ - ٢٧٩).