الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم،

عبد الله بن الحسين الرسي (المتوفى: 300 هـ)

[كتاب الصيام]

صفحة 52 - الجزء 1

[كتاب الصيام]

  قال عبد الله بن الحسين ª: وأما ما نسخ من الصيام، ومَا اختلف فيه من معانيه، قال الله سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ}⁣[البقرة: ١٨٣](⁣١) يعني بذلك المعدود شهر رمضان.


(١) للعلماء في هذه الآية خمسة أقوال:

الأول: أنها ناسخة لصوم يوم عاشوراء، وهو قول جابر بن سمرة.

الثاني: أنها ناسخة لصيام ثلاثة أيام من كل شهر قال عطاء: كتب عليكم صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

الثالث: أنها منسوخة بالآية (١٨٧) من السورة نفسها {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ ...} وهو قول السدي وأبو العالية.

الرابع: أن الله تعالى كتب الصيام علينا شهراً كما كتب على من قبلنا، وأن نفعل كما كانوا يفعلون من ترك الأكل والوطء بعد النوم ثم أباح الوطء بعد النوم إلى طلوع الفجر.

الخامس: أنه كتب علينا الصيام وهو شهر رمضان، كما كتب صوم شهر رمضان على من قبلنا. انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (٢١ - ٢٢)، هبة الله بن سلامة ص (٨٢ - ٨٤).

وفي كاف التشبيه (كما) ثلاثة أقوال:

الأول: أنها ترجع إلى حكم الصوم وصفته لا إلى عدده.

الثاني: أنها ترجع إلى عدد الصوم لا إلى صفته، ولمن ذهب إلى هذا الرأي ثلاثة أقوال أيضاً:

١ - أن الآية محكمة غير منسوخة.

٢ - أنه كان صيام ثلاثة ثم نسخ بعد ذلك بصيام رمضان.

٣ - أنها منسوخة بالآية (١٨٥) من سورة البقرة {شَهْرُ رَمَضَانَ ...}

الثالث: أن التشبيه راجع إلى نفس الصوم لا إلى صفته ولا إلى عدده، وعلى هذا لا تكون الآية منسوخة أصلاً انظر: نواسخ القرآن ص (٦٢ - ٦٥).