الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم،

عبد الله بن الحسين الرسي (المتوفى: 300 هـ)

[ناسخ ومنسوخ الطعام]

صفحة 131 - الجزء 2

  السورة هي العتمة المفروضة جمع الله لها في آخر الكلام مع الزكاة قال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}⁣[المزمل: ٢٠](⁣١).

[ناسخ ومنسوخ الطعام]

  قال عبد الله بن الحسين ª: ومما اختلف فيه أيضاً من ناسخ الطعام ومنسوخه، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ [٨٩ ب - ب] تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}⁣[النساء: ٢٩] فلما نزلت هذه الآية تحامأ المسلمون أن يأكل أحد منهم عند أحد بغير عمل عمله له، أو بمعنى مما يكون بين الناس مما يجب فيه الأجرة والحق؛ فكفوا عن ذلك حتى أنزل الله سبحانه: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ}⁣[النور: ٦١] فوقعت الرخصة بالأكل والإذن في ذلك من طعام جميع من ذكر الله تعالى، واحتجوا في قوله {وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ} (فقالوا: إنما أراد بـ (أنفسكم): إخوانكم كما قال تعالى: {وَلاَ عَلَى أَنفُسِكُمْ})⁣(⁣٢) فتأولوا - أي: لا يقتل بعضكم بعضاً، وكذلك تأولوا قوله تعالى: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ} أي بعضكم على بعض إذا كنتم مؤمنين، وأنتم إخوة كنفس واحدة.


(١) انظر: تفسير النسائي (٢/ ٤٧٠ - ٤٧٣) سنن النسائي رقم (١٦٠١، ١٧٢٠، ١٧٢١)، وابن ماجة (١١٩١)، (٦٤٣) صحيح مسلم (٧٤٦/ ١٣٩)، سنن أبي داود (١٣٤٣، ٢٥٩، ١٣٤٤، ١٣٤٥، ٢١٦٧)، وأحمد (٦/ ٥٣ - ٥٤)، سنن البيهقي (٣/ ٢٩٣٠) (١/ ٣١٢)، المستدرك (٢/ ٥٠٤)، وانظر تحفة الأشراف (١٦١٠٤، ١٦١٥١، ١٦١٤٥)، والمسند لأبي يعلى (٨/ ٣٥٥ رقم ٤٩٣٩)، المقصد العلي رقم (٤٠٤)، والدر المنثور (٦/ ٢٧٦) وسنن الدرامي (١/ ٢٤٢) ابن أبي شيبة (٤/ ٥٤) ومصنف عبدالرزاق رقم (١٢٣٧).

(٢) ساقط من (ب).