[الصيام بين الجاهلية والإسلام]
[الصيام بين الجاهلية والإسلام]
  يعني أمة محمد [٢ ب - جـ] ÷ والذين من قبلهم، هم أهل الأديان والكتب الذين كانوا قبلهم، فكانوا يأكلون ويشربون وينكحون مَا بينهم وبين أن يصلوا العتمة(١)، وإلى أن يرقدوا و إذا كان ذلك امتنعوا(٢) بعد النوم من الأكل والشرب والنكاح إلى مثلها من الليلة القابلة.
  ثم إن رجالاً من المسلمين أصابوا نساءهم، وطعموا بعد صلاة العتمة والنوم، قيل: أن منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى النبي ÷ فأنزل الله سبحانه: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ [٤ ب - أ] وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} يعني من الولد {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأْبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة: ١٨٧]، فنسخت هذه الآية الآية التي قبلها {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}[البقرة: ١٨٣](٣).
  وأما قوله: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}[البقرة: ١٨٧] فإنه بلغني [٦/ ١] أنهم كانوا يعتكفون في المساجد، ثم يخرج أحدهم لحاجته، فيجامع أهله ثم
(١) العتمة: ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق.
وقيل: العتمة وقت صلاة العشاء الأخيرة، سميت بذلك لاستعتام نعمها، وقيل: لتأخير وقتها، وفي الحديث: «لايغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء، فإن اسمها في كتاب الله العشاء، وإنما يعتم بجلاب الإبل».
انظر: لسان العرب (٩/ ٤١). النهاية لابن الأثير (٣/ ١٨٠).
(٢) في (أ): ذلك فيهم امتنعوا، وفي (ب): ذلك منهم امتنعوا.
(٣) انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (٢٤ - ٢٥) (٢١ - ٢٢)، القرطبي (٢/ ٢٧٢ - ٢٨٦)، الطبرسي (٢/ ١١٠) وما بعدها، الطبري (٢/ ١٣٤) وما بعدها، تفسير الرازي (م ٢/ج ٥/ ٢٣٩ - وما بعدها)، زاد المسير (١/ ١٨٤) وما بعدها.