[مناسك الحج]
[كتاب الحج]
[مناسك الحج]
  قال عبد الله بن الحسين ª: فأمّا ما اختلف فيه من مناسك الحج وما نسخ منها فإني لا أعلم أنه نسخ من المناسك شيء غير حج المشركين وحده قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}[المائدة: ٢]، فكان المسلمون يحجون البيت هم والمشركون جميعاً لا يعرض لهم أحد من المسلمين حتى نسخ الله ذلك بالآية التي يقول فيها تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}[التوبة: ٢٨]. ونسخ ذلك أيضاً قوله سبحانه: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ [٧٨ أ - ب] شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ}[التوبة: ١٧]، ثم فسر النبي ÷ ناسخ ذلك بما سنَّ من صياح علي # حين بعثة النبي ÷ فنادى بالعشر الآيات اللاتي من أول براءة فآذن المشركين بالحرب، وأن لا يحجوا بعد عامهم ذلك، وأن لا يطوف بالبيت عريان(١).
(١) خبر بعث رسول الله ÷ أمير المؤمنين علياً # بسورة براءة ذكره المفسرون وغيرهم، وقد ورد بألفاظ عدة، وممن أخرجه النسائي في المجتبى (رقم ٢٩٥٧، ٢٩٥٨) كتاب مناسك الحج، وابن حبان في الثقات (٥/ ٤٦٠)، وأحمد في المسند (٢/ ٢٩٩) تحت الأرقام (٤، ١٢٩٦، ١٧٥١٨، ١٧٥١٩، ١٧٥٢٠)، والطبري في تفسيره (١٠/ ٤٦، ٥٢)، والدارمي (١/ ٣٣٢ - ٣٣٣)، (٢/ ٢٣٧)، وابن حبان في صحيحه (٦/ ٤٩ رقم ٣٨٠٩)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٣٣١)، والسيوطي في الدر (٣/ ٤٠٩)، والبخاري في صحيحه (رقم ٣٦٩)، ومسلم (١٣٤٧/ ٤٣٥)، وأبو داود (رقم ١٩٤٦)، وابن سعد في طبقاته (٢/ ١/١٢١ - ١٢٢)، وأبو يعلى (رقم ٧٦)، والبيهقي في سننه (٥/ ٨٧ - ٨٨)، والدلائل (٥/ ٢٩٥ - ٢٩٦)، =