[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  الأخبار قبل نزول هذه الآية، ولا أدري ما هي أيضاً غير أني أقول: إن هذه الأخبار كلها ضعيفة لا ينبغي أن يلتفت إليها.
[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  قال عبد الله بن الحسين ª: ومما اختلف فيه مما نسخ بالتغليظ والإيجاب وترك الرخصة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنا مبين ذلك وشارحه، قال الله تبارك وتعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: ١٠٤] فأمر الله بذلك أمراً عزماً، وقال سبحانه: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ...} الآية [النساء: ١٣٥]، وقال ø: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}[آل عمران: ١١٠] فقال عَزَّ اسمه: {يؤمنون بالله} أي على هذا الشرط من الأمر [٣٧ ب - أ] بالمعروف والنهي عن المنكر(١).
  وفرض الجهاد والأمر بالمعروف كثير في كتاب الله، قد زعم قوم أن جميع ذلك منسوخ وهم أقل الناس، ومن ثم لايلتفت إلى قوله: نسخه قول الله ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة: ١٠٥](٢) وليس هذا عندنا بشيء، جميع ما فرض الله وأمر به من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محكم كله لا ناسخ له بعد أشياء يسيرة مقدمة مثل: الإقرار بوحدانية الله وعدله وما افترض من الصلاة [٩٥ ب - ب] والزكاة وغيره مما لابد من تقدمته.
(١) وهو ما ذهب إليه مجاهد، انظر جامع البيان (٣/ ٣٨٩ - ٣٩٢).
(٢) انظر: نواسخ القرآن ص (١٤٩ - ١٥١)، التبيان لابن أبي النجم، عقود العقيان (٢/خ)، ابن حزم (٣٦)، تفسير القرطبي (٦/ ٣٤٢ - ٣٤٥)، ابن العربي (٢/ ٢٠٤ - ٢٠٦)، النسخ في القرآن د. مصطفى زيد (١/ ٤٣٥ - ٤٣٧).