[حقيقة النسخ]
  فقال له: هل علمت ناسخ القرآن ومنسوخه؟
  قال: لا، قال له #(١): هلكت وأهلكت(٢).
[حقيقة النسخ]
  قال الله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[البقرة: ١٠٦](٣).
  وقد ذكرتُ تفسير هذه الآية في تفسير سورة البقرة، ولا بد من ذكر بعض ذلك في هذا الموضع.
  قال الله ø: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} أي مَا نبدل من حكم قد مضى في آية بالتخفيف مثاله في الفرض أوبالتثقيل(٤) بالزيادة في فرضها، أو ننسها، أي: نتركها بحالها لا نغير شيئاً مما حكمنا به فيها.
  وكذلك قال في موضع آخر: {يَمْحُوا الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُ الْكِتَابِ}[الرعد: ٣٩](٥) يقول الله سبحانه(٦): {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ} من فرضه،
(١) في (أ): علي #، وفي (جـ): علي.
(٢) هذه الرواية المروية عن أمير المؤمنين علي # احتج بها معظم من صنف في الناسخ والمنسوخ. انظر: عقود العقيان (١/خ)، نواسخ القرآن لابن الجوزي ص (٢٩ - ٣١)، الناسخ والمنسوخ لهبةالله بن سلامة ص (٦٤)، الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (٥)، الموجز في الناسخ والمنسوخ لابن خزيمة ص (٢٦٠)، الناسخ والمنسوخ لابن حزم الأندلسي ص (٥ - ٦)، ومصادر أخرى عديدة.
(٣) معنى الأية {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} أي: مانرفع تلاوتها، ونؤخر حكمها، أو نرفع حكمها أو ننسها، وقال ابن عباس: نتركها لا ننسخها، وقيل: معناه: نأمر بتركها؛ فعلى هذا يكون النسخ الأول رفع الحكم وإقامة غيره مقامه، والإنساء: نسخ من غير إقامة غيره مقامه. انظر: تفسير الخازن (١/ ٦٨ - ٦٩)، تفسير النسائي (١/ ١٨٠ - ١٨١)، عقود العقيان (٢/خ)، تيسير المنان في تفسير القرآن (١/خ)، الجوهر الشفاف لعبد الله بن الهادي. السفر الأول (خ).
(٤) في (أ): قد مضى في آية بالتخفيف أو التثقيل، وفي (ب): قد مضىفي آية بالتخفيف مثاله في الوضوء أو الفرض أو التثقيل.
(٥) معنى الآية: أن الله ø يمحو من ذلك الكتاب ما يشاء أن يوقعه بأهله ويأتي به، ويثبت به ما يشاء، أي: يؤخره إلى وقته وعنده أم الكتاب، الذي لا يتغير منه شيء، وقيل عن ابن عباس: يمحو الله ما يشاء ويثبت، إلاَّ أشياء كالخالق والخلق، والأجل والرزق، والسعادة والشقاء. انظر: الجامع لأحكام القرآن (٩/ ٣٢٩)، الطبرسي (٤/ ١٨٥ - ١٨٧)، تفسير الطبري (٧/ ٣٩٩ وما بعدها)، الجوهر الشفاف (خ).
(٦) في (ب): يقول الله ø.