مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[إجماع أهل البيت حجة قطعية]

صفحة 233 - الجزء 1

  ورزين في (الجمع بين الصحاح الستة)، وغيرهم ممن لم نذكره⁣(⁣١) منهم بطرق مختلفة عن ابن عباس، وواثلة بن الأسقع⁣(⁣٢) من طرق عدة، وأم سلمة، وعائشة، وأبي سعيد الخدري، وجعفر بن أبي طالب، وأبي الحمراء، كل واحد من هولاء يرويه عن النبي ÷ من غير واسطة، وهذا مع⁣(⁣٣) ما تقدم من رواية أهل البيت $ وشيعتهم ¤ محض التواتر الذي يفيد العلم الذي لايمكن دفعه بشك ولا شبهة، وذلك يفيد عصمتهم $ من الاعتماد على غير الحق في العلم والعمل؛ لأن رجس الأقذار حكمهم فيه وحكم غيرهم واحد بالإجماع المعلوم، فلم يبق إلا ما ذكرنا.

  فإن قيل: إن الله سبحانه يريد ذلك من كل الناس.

  قلت وبالله التوفيق: إن الله سبحانه يريد أن يفعل ذلك لأهل البيت $ بنص قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب: ٣٣]، وإذا أراد شيئاً فعله لقدرته القاهرة بخلاف غيرهم فإن الله يريد أن يفعلوا ذلك هم لا أن يفعله لهم⁣(⁣٤)، كما قال تعالى في بعض من يريد الله أن يفعلوا التطهير⁣(⁣٥) لأنفسهم: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ الله أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ...}⁣[المائدة: ٤١] الآية.


(١) في (أ): يذكره.

(٢) هو: واثلة بن الأسقع الكناني، من أهل الصفة، أول مشاهده تبوك، كان فارساً شجاعاً، توفي سنة ٨٥ هـ. (لوامع الأنوار (١/ ١٧١).

(٣) في (ب): وهذا مبتدأ.

(٤) في (ب): لا أن يفعل لهم.

(٥) في (أ): التطهر.