[إجماع أهل البيت حجة قطعية]
  ورزين في (الجمع بين الصحاح الستة)، وغيرهم ممن لم نذكره(١) منهم بطرق مختلفة عن ابن عباس، وواثلة بن الأسقع(٢) من طرق عدة، وأم سلمة، وعائشة، وأبي سعيد الخدري، وجعفر بن أبي طالب، وأبي الحمراء، كل واحد من هولاء يرويه عن النبي ÷ من غير واسطة، وهذا مع(٣) ما تقدم من رواية أهل البيت $ وشيعتهم ¤ محض التواتر الذي يفيد العلم الذي لايمكن دفعه بشك ولا شبهة، وذلك يفيد عصمتهم $ من الاعتماد على غير الحق في العلم والعمل؛ لأن رجس الأقذار حكمهم فيه وحكم غيرهم واحد بالإجماع المعلوم، فلم يبق إلا ما ذكرنا.
  فإن قيل: إن الله سبحانه يريد ذلك من كل الناس.
  قلت وبالله التوفيق: إن الله سبحانه يريد أن يفعل ذلك لأهل البيت $ بنص قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣]، وإذا أراد شيئاً فعله لقدرته القاهرة بخلاف غيرهم فإن الله يريد أن يفعلوا ذلك هم لا أن يفعله لهم(٤)، كما قال تعالى في بعض من يريد الله أن يفعلوا التطهير(٥) لأنفسهم: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ الله أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ...}[المائدة: ٤١] الآية.
(١) في (أ): يذكره.
(٢) هو: واثلة بن الأسقع الكناني، من أهل الصفة، أول مشاهده تبوك، كان فارساً شجاعاً، توفي سنة ٨٥ هـ. (لوامع الأنوار (١/ ١٧١).
(٣) في (ب): وهذا مبتدأ.
(٤) في (ب): لا أن يفعل لهم.
(٥) في (أ): التطهر.