[اختلاف المصنفين]
[اختلاف المصنفين]
  وقال السائل: فهل المصنفون يختلفون في المعنى، بمعنى أن هذا يفهم غير ما يفهم(١) الآخر، فيصنف كل واحد منهم ما اعتقد أنه مراده؟
  والجواب والله الموفق: أن من نقل منهم المعنى فلايبعد أن يقع فيه الغلط كما قد وقع من المفسرين لكتاب الله، ووقع بسبب ذلك الاختلاف في التفسير، وقد يقع التحريف بالتأويل من أهل الأهواء إذا كان المعنى الصريح يقضي بفساد ما يهوون، وليسألنهم الله عن ذلك.
  وقال السائل: فإن قيل: إن التقليد لايصح رأساً بل الواجب أن ينظر الإنسان لنفسه ويجتهد بغير(٢) أن يبحث عن الدليل.
  قلنا: إنما يحصل بنظره واجتهاده ظن فقط، لاشك أنه يعلم ويتيقن أن نظره لايصل إلى ما يصل إليه نظر الأئمة $ لاسيما الهادي # وأشباهه $، ومن أنكر هذا فقد تسفسط، فالظن مع ذلك بإصابة الحق بتقليد الأئمة $ أقوى منه بإصابة النظر، وإذا كان أقوى وجب تقليدهم.
[وجوب اتباع الأئمة]
  والجواب والله الموفق: أن الواجب اتباع الأئمة إذا أجمعوا؛ لما مر والعمل بقول من وافق الكتاب والسنة منهم إن اختلفوا أو العمل بالأحوط لما مر متكرراً(٣)، ولاشك أن هذا أقوى من تقليد واحد منهم مع الاختلاف، مع
(١) في (ب): غير الذي يفهمه الأمر.
(٢) في (ب): بعد.
(٣) في (ب): مكرراً.