[من هم الباطنية]
  ومما يدل على كفر الطائفتين قوله تعالى: {قُل إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ على الله الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ٦٩ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ}[يونس: ٦٩ - ٧٠]، ووجه الاحتجاج بهذه الآية تضمنه ما مر آنفاً.
[من هم الباطنية]
  وأما الباطنية: فإنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، ولا يتقلدون بشيء من الشرائع، والآيات الثلاث تشملهم لتكذيبهم بالحق والصدق، وكذلك من والاهم، لقوله(١) تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١]، لعدم الفرق بينهم وبين من نزلت الآية بسببهم، ولقوله تعالى: {لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ}[آل عمران: ٢٨] ومن لم يكن من الله في شيء فهو كافر قطعاً، وإلا فقد كان من الله في شيء وهو ثبوت الإسلام له، وذلك مصادم للآية، ألا ترى(٢) أن الله يقول: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ على شَيْءٍ ...}[المائدة: ٦٨] الآية إلى آخرها، وأن معناها أنهم كفار حتى يقيموا التوراة والإنجيل، أي يعملوا بما فيهما من التصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، والتزام ما جاء به عن الله سبحانه، وكذلك هذا.
(١) في (ب): بقوله.
(٢) في (أ): إلاّ أن الله يقول.