مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(حديث: «ثلاثة لا يستجاب لهم ...»)

صفحة 297 - الجزء 1

(حديث: «ثلاثة لا يستجاب لهم ...»)

  ومما يخص تحريم تسليم الأموال إليهم من السنة قوله ÷: «ثلاثة لا يستجاب لهم»، وذكر منهم: «رجلاً دفع إلى سفيه ماله»⁣(⁣١)، رواه الأمير الحسين # في (الشفاء)، والاحتجاج به على نحو ما مر في ذكر السفهاء.

[الآية: {إن الذين توفاهم الملائكة ...} ووجه الاستدلال بها]

  ومما يدل على تحريم تسليم الأموال إليهم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً}⁣[النساء: ٩٧].

  ووجه الاستدلال بهذه الآية: أن المراد بها الذين أخلّوا بالفرائض التي افترضها الله سبحانه وتعالى، أو بعضها لكونهم⁣(⁣٢) مستضعفين وهم متمكنون من الهجرة، بدليل الوعيد في آخرها، وهو لا يكون إلا لمن أخلّ بما افترض الله سبحانه من القيام بالواجب، أو ترك القبيح وهو يتمكن⁣(⁣٣) من القيام بهما، كأن يهاجر.

  ومن جملة ما افترض الله تعالى⁣(⁣٤) تجنب مشاهدة المعاصي حين تُفعل إلا لتغييرها، بدليل قوله ÷: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير


(١) شفاء الأوام في أحاديث الأحكام للأمير الحسين بن بدرالدين - خ - تحت الطبع.

(٢) في نسخة أخرى: لأجل كونهم، هامش في (أ، ب).

(٣) في (ب): متمكن.

(٤) في (ب): سبحانه.