[وجوب متابعة العوام للأئمة الهادين]
  والرحمة لأهل الحاجة واليتم(١) والمسكنة، متواضعاً لله لايتكبر على المؤمنين ولا يحتقر أحداً منهم، بل يعظمهم ويكرمهم، فإذا(٢) كان مشهوراً بذلك كامل الشروط لا يعرف أكمل منه وجبت طاعته ونصرته، وحرم خذلانه والقعود عنه، وعلى ذلك إجماع الصالحين من هذه الأمة، ووجوب طاعة الأئمة في الجملة معلوم من الدين ضرورة، وإن لم يكن مشهوراً كذلك فلابد من اختباره لما لايؤمن من أن يكون طالباً مجرد الدنيا والرئاسة، وذلك من الكبائر، لقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ١٥ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[هود: ١٥ - ١٦]، ونحو ذلك فيكون المجيب له على ذلك معيناً له على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: {وَلاَ تَعَاوَنُوا على الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: ٢]، فإن عرف بالاختبار وكان فيه ما ذكرنا(٣) وكان في ذلك أكمل من غيره في عصره أو مساوياً وجبت طاعته لما تقدم.
[وجوب متابعة العوام للأئمة الهادين]
  وقال السائل: إن أكثر المجاهدين مع الأئمة منذ أيام أمير المؤمنين # إلى الآن كانوا عوام ولم يروا أن أحداً من الأئمة أنكر عليهم الإقدام على القتل ونحوه من نصرة أئمتهم $ حتى يباحثوه في علوم الاجتهاد، بل كانوا
(١) في (ب): اليتيم.
(٢) في (ب): فإن.
(٣) في (ب): ما ذكر.