(حديث: «إن الله بعثني بالرحمة ...» ووجه الاستدلال به)
  أو تنتقل»(١)، ونحو ذلك، فلما ثبت الوعيد لمن لم يتجنب مشاهدة المعاصي، ولم يغيرها لأجل الاستضعاف ثبت الوعيد لمن يُسلم إليهم الأموال المقوية لهم على سفك الدماء وشرب الخمور، ونكح الذكور، ولبس الحرير، وغير ذلك من المنكرات؛ لأجل الاستضعاف ولم يهاجر بطريق الأولى، وكانت دلالة الآية على ذلك أقوى.
(حديث: «إن الله بعثني بالرحمة ...» ووجه الاستدلال به)
  ومما يدل على تحريم تسليم الأموال إليهم أيضاً [من السنة](٢) قوله: «إن الله بعثني بالرحمة واللحمة، وجعل رزقي في ظل رمحي، ولم يجعلني حراثاً ولا تاجرا، ألا إن من شرار عباد الله الحرّاثون والتجار إلا من أخذ الحق وأعطى الحق»(٣)، رواه الهادي #.
  وروى نحوه أخوه عبد الله بن الحسين في كتاب (الناسخ والمنسوخ)(٤).
  ووجه(٥) الاستدلال بذلك: أن المراد به من ترك الفرائض أو بعضها لأجل الحرث أو التجارة إما لا شتغاله بهما(٦) أو بأحدهما، أو لأنه لا يتم له شيء
(١) الأحكام ٢/ ٥٤٠.
(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).
(٣) الأحكام ٢/ ٥٠٣، باب القول في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيمن ولي شيئاً من أمور المسلمين.
(٤) قال في الناسخ والمنسوخ ٢/ ١٤٨ ما لفظه: قال ÷: «بعثت مرحمة وملحمة وجعل رزقي في ظل رمحي لم أبعث تاجراً ولا زارعاً، آلا ومن شرار هذه الأمة التجار والزراعون».
(٥) في (ب): في وجه الاستدلال.
(٦) في (ب): إما الاشتغال بهما.