مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[مسائل في صلة الرحم وقطيعتها]

صفحة 211 - الجزء 1

[مسائل في صلة الرحم وقطيعتها]

  وقال السائل: ما تفسير صلة الرحم وقطيعتها⁣(⁣١)؟

  والجواب والله الموفق: أما صلة الرحم فهي القيام بما يجب لهم من العطية وترك هجرهم ولا يظهر في ذلك اختلاف.

  وأما قطيعتها فهو الإخلال بذلك قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}⁣[محمد: ٢٢ - ٢٣]، وقال تعالى: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}⁣[النحل: ٩٠]، وقال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ}⁣[الإسراء: ٢٦] الآية.

  وعن الهادي # في (الأحكام) ما لفظه: وبلغنا عن زيد بن علي رحمة الله عليه عن آبائه، عن علي رضوان الله عليه قال: قال رسول الله ÷: «من أحب أن يَملأ له في عمره، ويبسط له في رزقه، ويستجاب له الدعاء، ويدفع عنه ميتة⁣(⁣٢) السوء فليطع أبويه في طاعة الله ø وليصل رحمه وليعلم أن الرحم معلقة بالعرش تأتي يوم القيامة لها لسان طَلِقٌ ذَلِقً تقول: اللهم صِلْ من وصلني، اللهم اقطع⁣(⁣٣) من قطعني، قال⁣(⁣٤): فيجيبها الله تبارك وتعالى أني قد استجبت دعوتك، فإن العبد لقائم


(١) في (ب): وقطيعتهما.

(٢) ميتة: سقط من (ب).

(٣) في (ب): اللهم واقطع.

(٤) قال: زيادة في (ب).