مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[وجوب فعل المكلف سبب المحبة للمؤمن]

صفحة 193 - الجزء 1

  والجواب والله الموفق: أنه يجوز أن تفسر المعاداة بذلك كما ذكره الإمام المهدي # في (البحر)، وكما مرّ في الحديث المتقدم من⁣(⁣١) تفسير المعاداة، ثم لا يرد ما أورده السائل إلا على معتبري المنطق بمثل⁣(⁣٢) ما تقدم في تفسير المعاداة من غير زيادة ولا نقصان.

[وجوب فعل المكلف سبب المحبة للمؤمن]

  وقال السائل: فهل⁣(⁣٣) يجب أن يفعل المكلف للمؤمن سبب المحبة والمودة كالمواصلة والمواكلة⁣(⁣٤) وكالمهاداة وغيرها حيث لم يحدث الله في قلبه المحبة⁣(⁣٥)؟

  والجواب والله الموفق: أنه لا يبعد وجوب ذلك؛ لأنه من المعاونة على البر والتقوى، [وقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا على الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}⁣[المائدة: ٢]]⁣(⁣٦)، وقال رسول الله ÷: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفشوا السلام وتواصلوا وتباذلوا»⁣(⁣٧) وذلك أمر، والأمر يقتضي الوجوب كما مر تحقيقه.


(١) في (ب): في.

(٢) في (أ): لمثل.

(٣) في (ب): هل يجب.

(٤) في (ب): كالمواكلة بالمواصلة.

(٥) في (ب): لم يحدث الله المحبة في قلبه.

(٦) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).

(٧) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث النبوي (٧/ ٩٣) إلى: سنن الترمذي برقم (٢٦٨٨)، وعزاه أيضاً إلى سنن ابن ماجة برقم (٣٦٩٢)، وغيرهما، انظر: (المصدر السابق ٧/ ٩٣).