[وجوب فعل المكلف سبب المحبة للمؤمن]
  والجواب والله الموفق: أنه يجوز أن تفسر المعاداة بذلك كما ذكره الإمام المهدي # في (البحر)، وكما مرّ في الحديث المتقدم من(١) تفسير المعاداة، ثم لا يرد ما أورده السائل إلا على معتبري المنطق بمثل(٢) ما تقدم في تفسير المعاداة من غير زيادة ولا نقصان.
[وجوب فعل المكلف سبب المحبة للمؤمن]
  وقال السائل: فهل(٣) يجب أن يفعل المكلف للمؤمن سبب المحبة والمودة كالمواصلة والمواكلة(٤) وكالمهاداة وغيرها حيث لم يحدث الله في قلبه المحبة(٥)؟
  والجواب والله الموفق: أنه لا يبعد وجوب ذلك؛ لأنه من المعاونة على البر والتقوى، [وقد قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا على الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢]](٦)، وقال رسول الله ÷: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفشوا السلام وتواصلوا وتباذلوا»(٧) وذلك أمر، والأمر يقتضي الوجوب كما مر تحقيقه.
(١) في (ب): في.
(٢) في (أ): لمثل.
(٣) في (ب): هل يجب.
(٤) في (ب): كالمواكلة بالمواصلة.
(٥) في (ب): لم يحدث الله المحبة في قلبه.
(٦) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).
(٧) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث النبوي (٧/ ٩٣) إلى: سنن الترمذي برقم (٢٦٨٨)، وعزاه أيضاً إلى سنن ابن ماجة برقم (٣٦٩٢)، وغيرهما، انظر: (المصدر السابق ٧/ ٩٣).