[دليل أن النبي ÷ لا يقر على الخطأ]
  فعاتبه الله تعالى بقوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى ١ أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى ...} إلى قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ٥ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}[عبس: ١ - ٦]، وفي قوله ÷ في رأي أصحابه في(١) أخذ الفداء من أسارى بدر أوغيره حتى كانوا سبباً لنزول قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٦٧ لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ الله سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[الأنفال: ٦٧ - ٦٨] ومن بحث في قصص الأنبياء $ وأخبارهم وجد خطاياهم أو أكثرها من هذا القبيل، فقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى ...}[النجم: ٣] الآية، لايدفع ذلك؛ لأنه ÷ لم يفعل ذلك اتباعاً للهوى؛ ولأنه خاص بتبليغ الوحي بدليل قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: ٤]، وليس في تبليغ الوحي اجتهاد.
[دليل أن النبي ÷ لا يقر على الخطأ]
  فإن قيل: قد ذكرت أنه ÷ لايقر على الخطأ فما الدليل على ذلك؟
  قلت وبالله التوفيق: إن كل من أمرنا الله باتباعه كالرسل À والوصي والعترة لا يجوز أن يقروا على الخطأ لاستلزامه الأمر بالباطل، وما لا يرتضيه الله في علمه مع قدرته على إزالة ذلك، وذلك من صفات المناقص التي لاتجوز على الله سبحانه، لاسيما وقد قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٣]، بعد أمره باتباع الرسول ÷ كما ذلك معلوم من الدين ضرورة.
(١) في (ب): من أخذ.