مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[سبب نزول الآية {ما قطعتم من لينة أو تركتموها ...}]

صفحة 256 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}⁣[الحشر: ٧]، وقد أمرنا ÷ أن نتبع الوصي والعترة $ كما رواه الصديق والعدو من فرق الأمة مما يطول ويكثر.

  فإن قيل: فبأي شيء يتداركهم⁣(⁣١) الله سبحانه؟

  قلت وبالله التوفيق: أما الأنبياء À فبالوحي، أو التوفيق⁣(⁣٢) والألطاف، وأما غيرهم فبالألطاف والتوفيق فقط لانقطاع الوحي.

  وأما قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أو تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً على أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}⁣[الحشر: ٥]، فلا تدل على تصويب المجتهدين مع الاختلاف البته؛ لأن معناها الإباحة فقط⁣(⁣٣) حيث ساوى الله تعالى بين القطع والترك.

[سبب نزول الآية {ما قطعتم من لينة أو تركتموها ...}]

  فإن قيل: إن سبب نزولها أن الصحابة اختلفوا في القطع، فبعضهم سوغه وبعضهم لم يسوغه، فأنزل الله تعالى الآية لتصويب الفريقين⁣(⁣٤)!

  قلت وبالله التوفيق: لو سلم صحة ذلك لم تفد الآية غير ما ذكرنا⁣(⁣٥) من معنى الإباحة، فهي بيان لحكم ما اختلفوا فيه لا لتصويب المجتهدين، ألا ترى أنه مع ذلك يسوغ لكل واحد من الفريقين العمل بأي الأمرين على


(١) في (أ): تداركما وهو خطأ، وما أثبته من (ب).

(٢) في (ب): والتوفيق.

(٣) فقط: سقط من (ب).

(٤) في (ب): للتصويب للفريقين.

(٥) في (ب): ذكرناه.