[سبب نزول الآية {ما قطعتم من لينة أو تركتموها ...}]
  وقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}[الحشر: ٧]، وقد أمرنا ÷ أن نتبع الوصي والعترة $ كما رواه الصديق والعدو من فرق الأمة مما يطول ويكثر.
  فإن قيل: فبأي شيء يتداركهم(١) الله سبحانه؟
  قلت وبالله التوفيق: أما الأنبياء À فبالوحي، أو التوفيق(٢) والألطاف، وأما غيرهم فبالألطاف والتوفيق فقط لانقطاع الوحي.
  وأما قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أو تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً على أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}[الحشر: ٥]، فلا تدل على تصويب المجتهدين مع الاختلاف البته؛ لأن معناها الإباحة فقط(٣) حيث ساوى الله تعالى بين القطع والترك.
[سبب نزول الآية {ما قطعتم من لينة أو تركتموها ...}]
  فإن قيل: إن سبب نزولها أن الصحابة اختلفوا في القطع، فبعضهم سوغه وبعضهم لم يسوغه، فأنزل الله تعالى الآية لتصويب الفريقين(٤)!
  قلت وبالله التوفيق: لو سلم صحة ذلك لم تفد الآية غير ما ذكرنا(٥) من معنى الإباحة، فهي بيان لحكم ما اختلفوا فيه لا لتصويب المجتهدين، ألا ترى أنه مع ذلك يسوغ لكل واحد من الفريقين العمل بأي الأمرين على
(١) في (أ): تداركما وهو خطأ، وما أثبته من (ب).
(٢) في (ب): والتوفيق.
(٣) فقط: سقط من (ب).
(٤) في (ب): للتصويب للفريقين.
(٥) في (ب): ذكرناه.