[معنى السلام]
  والمطيعين بدليل قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ ٤٣ إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إلى حِينٍ}[يس: ٤٣ - ٤٤].
[معنى السلام]
  فإن قيل: فما معنى السلام؟
  والجواب والله الموفق: أن السلام من أسماء الله تعالى قال تعالى: {هُوَ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ...}[الحشر: ٢٣] الآية، وبهذا المعنى يرد على الفساق.
  وبمعنى السلامة قال الله تعالى: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا على إِبْرَاهِيمَ}[الأنبياء: ٦٩]، فلا يجوز عليهم بهذا المعنى إذا قصد به سلامتهم في المستقبل كالرحمة سواء والدليل ما مر.
  فإن قيل: فإن(١) قصد المسلم بالسلام الله سبحانه أو السلامة الراهنة، وكذلك بقوله(٢): ورحمة الله الرحمة(٣) الراهنة فأي محذور يلزم مع ذلك لو ابتدأ المؤمن بالسلام على من يجب قتاله أو رده عليه(٤)؟
  قلت وبالله التوفيق: إن ذلك لا يحل لهم(٥) لما فيه من الإيناس لهم والتطيب لخواطرهم وذلك خلاف ما قال الله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة: ١٢٣] فتأمل.
(١) في (ب): فإذا.
(٢) في (ب): يقول.
(٣) الرحمة: زيادة في (ب).
(٤) عليه: سقط من (ب).
(٥) لهم: زيادة في (ب).