مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[شروط الإمامة عند أهل البيت $]

صفحة 263 - الجزء 1

  تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله وَالرَّسُولِ}⁣[النساء: ٥٩]؛ ولقوله تعالى أيضاً: {وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ ...}⁣[النساء: ٨٣] الآية، ونحو ذلك مما يروى عن الأئمة $ [فالمراد أنه يجب على المجتهد من غير أهل البيت $]⁣(⁣١) أن لايستقل بالاجتهاد من دون أن يكون موافقاً لهم فلابد من عرضه عليهم ورده إليهم لما لايؤمن من أن يقولوا بخلافه لما ذكره # من الدليل، وقوله ÷: «قدموهم ولا تقدموهم»⁣(⁣٢) الخبر، ونحوه كثير.

[شروط الإمامة عند أهل البيت $]

  وقال السائل: إذا ادعى رجل من أهل البيت $ أنه يصلح للإمامة، وظاهره العدالة هل يقبل قوله، وتجب نصرته وإن لم يحصل بقوله إلا الظن؟

  والجواب والله الموفق: أنه لابد مع ذلك أن يكون مشهوراً⁣(⁣٣) بالعلم، والاجتهاد، والورع، ورصانة العقل، وثبات الرأي والتدبير، ومنابذة أعداء الله الظالمين، وعدم المخالطة للظالمين حال دعوته وقبلها إلا أن يتفق منه ذلك، ثم يختبر بالتوبة من ذلك، والتوجع منه مع إظهار المعاداة لهم، والمنابذة مدة يعرف بها صدق توبته، وأن يكون مقداماً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، معروفاً بالسخاء والرأفة


(١) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).

(٢) أخرجه الإمام المنصور بالله في الشافي وقال: روينا عن أبينا ÷ في أهل بيته: «قدموهم ...» الخبر.

(٣) في (ب): مشتهراً.