[حكم التكبر على الفساق]
  والجواب والله الموفق: أن خفض الجناح هو: لين الجانب(١)، ولين الجانب هو: التواضع والتذلل والرحامة وترك التعظم كما تقدم ذكره.
[حكم التكبر على الفساق]
  وقال السائل: هل يكون من التكبر المذموم التكبر على الكفار والفساق؟
  والجواب والله الموفق: أن التكبر على الكفار والفساق من جملة المفروضات اللازمة لقوله تعالى: [{وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة: ١٢٣]، فكيف يكون من المذموم مع ذلك! ومع قوله تعالى](٢) {مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ على الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا}[الفتح: ٢٩] وقوله: {أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ}[المائدة: ٥٤].
[الفرق بين التكبر والعزة]
  وقال السائل: ما الفرق بين التكبر والعزة التي وصف الله بها المؤمنين بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨]؟
  والجواب والله الموفق: أن الفرق بينهما هو أن التكبر هو ترك التواضع لله تعالى ولعباده المؤمنين، والعزة التي وصف الله بها المؤمنين هو التكبر على أعداء الله تعالى كالمنافقين؛ لأن الله جعل ذلك رداً على المنافقين في قولهم:
(١) في (ب): لين الجناب ولين الجناب ... إلخ.
(٢) ما بين المعكوفين: زيادة في (ب).