[الأدلة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  منهما إلا بالإخلال بشيء من الفرائض، نحو إن أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر أخافه الظلمة حتى لا يتم حرثه أو تجارته، فيؤثر حرثه أو تجارته، فيكدح في ذلك ويخل بفرائض الله سبحانه وتعالى الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيكون مؤثراً للحياة الدنيا على الآخرة، ويشهد بصحة ذلك قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: ٣٧ - ٣٩] فإذا كان ذلك دليلاً على أن من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليستقيم حرثه أو تجارته، فهو من شرار عباد الله، وممن طغى وآثر الحياة الدنيا، فإن جهنم مأواه بصريح الآية، كان دلالة جميع ذلك على أن من أعطى قسطاً من ماله يتقوى به أعضاد الظالمين على المناكير العظيمة من شرار عباد الله، وممن طغى وآثر الحياة الدنيا، وأن مأواه جهنم بطريق الأولى.
[الأدلة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  ونحو ذلك قوله ÷: «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو لتكوننّ أشقياء زرّاعين»، رواه عبد الله بن الحسين # في كتاب (الناسخ والمنسوخ)(١) أيضاً، والاحتجاج به على نحو ما مر الآن.
  ومن ذلك ما في (الأحكام) فإنه قال: بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيسومونكم سوء العذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم، حتى إذا
(١) الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم ٢/ ١٤٨.