مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[الرد على من قال: لا تكون الآية حجة على صحة إجماعهم]

صفحة 238 - الجزء 1

  {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، يتناول الطهارة من التمادي والاستمرار على كل خطأ معفواً عنه كان أو معاقباً عليه، وإلا لم يكونوا مطهرين بدليل أنه لايصح أن يقال: طهروا عن الباطل وهم متمادون ومستمرون عليه، فتأمل.

  ومما يدل على أن إجماعهم حجة قوله تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، والمراد بها أهل بيت رسول الله ÷ لايختلف أهل البيت $ ولا شيعتهم ¤ في ذلك، وقد ثبت صحة ذلك عند عيون المخالفين، رواه ابن حنبل في (مسنده)، والبخاري، ومسلم، والزمخشري، والثعلبي في (تفسيره)، و غيرهم من طرق مختلفة حتى تواتر ذلك، وعلمنا صحته، والله سبحانه لايأمر إلا بمودة المؤمنين، لقوله تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ ...}⁣[المجادلة: ٢٢] الآية، فعلمنا إيمانهم بذلك وعلمنا تحريم مخالفتهم؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}⁣[النساء: ١١٥]، وقوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»⁣(⁣١)، وهذا الحديث متواتر ترويه العترة $ وشيعتهم ¤ خلفاً عن سلف حتى ينتهي إلى رسول الله ÷، وكذلك عيون المخالفين كابن حنبل، ومسلم، وأبو داود،


(١) حديث الثقلين حديث صحيح مشهور متواتر عن رسول الله ÷، وأخرجه الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد والسنن بطرق كثيرة عن بضعة وعشرين صحابياً منهم الإمام علي بن أبي طالب #، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله ... ، والحديث أخرجه الترمذي في سننه ٥/ ٦٦٢ برقم (٣٧٨٦)، والطبراني في الكبير ٣/ ٦٣، والخطيب في المتفق والمفترق، وعنه في كنز العمال ... إلخ، عن مصادر الحديث وتخريجه الموسع انظر: (المصابيح في تفسير أهل البيت ١/ ٥٠، ٥١، ٥٢)، والمجموع المنصوري ٢.