[الرد على من قال: لا تكون الآية حجة على صحة إجماعهم]
  {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، يتناول الطهارة من التمادي والاستمرار على كل خطأ معفواً عنه كان أو معاقباً عليه، وإلا لم يكونوا مطهرين بدليل أنه لايصح أن يقال: طهروا عن الباطل وهم متمادون ومستمرون عليه، فتأمل.
  ومما يدل على أن إجماعهم حجة قوله تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، والمراد بها أهل بيت رسول الله ÷ لايختلف أهل البيت $ ولا شيعتهم ¤ في ذلك، وقد ثبت صحة ذلك عند عيون المخالفين، رواه ابن حنبل في (مسنده)، والبخاري، ومسلم، والزمخشري، والثعلبي في (تفسيره)، و غيرهم من طرق مختلفة حتى تواتر ذلك، وعلمنا صحته، والله سبحانه لايأمر إلا بمودة المؤمنين، لقوله تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ ...}[المجادلة: ٢٢] الآية، فعلمنا إيمانهم بذلك وعلمنا تحريم مخالفتهم؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥]، وقوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»(١)، وهذا الحديث متواتر ترويه العترة $ وشيعتهم ¤ خلفاً عن سلف حتى ينتهي إلى رسول الله ÷، وكذلك عيون المخالفين كابن حنبل، ومسلم، وأبو داود،
(١) حديث الثقلين حديث صحيح مشهور متواتر عن رسول الله ÷، وأخرجه الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد والسنن بطرق كثيرة عن بضعة وعشرين صحابياً منهم الإمام علي بن أبي طالب #، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله ... ، والحديث أخرجه الترمذي في سننه ٥/ ٦٦٢ برقم (٣٧٨٦)، والطبراني في الكبير ٣/ ٦٣، والخطيب في المتفق والمفترق، وعنه في كنز العمال ... إلخ، عن مصادر الحديث وتخريجه الموسع انظر: (المصابيح في تفسير أهل البيت ١/ ٥٠، ٥١، ٥٢)، والمجموع المنصوري ٢.