مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[من الأدلة على تحريم ذلك من السنة]

صفحة 296 - الجزء 1

  خلا الإمام يحيى #، فإنه قال: إنه يصح من حيث الإرادة لا اللغة، وهو محجوج بقوله تعالى: {إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}⁣[الأحزاب: ٥٦]، الآية ولفظ يصلون مشترك بين معنيين:

  الصلاة من الله، وهي: معظم الرحمة، والصلاة من الملائكة، وهي: الاستغفار، وقد قال تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍ مُبِينٍ}⁣[الشعراء: ١٩٥] وقال تعالى: {قُرآناً عَرَبِيّاً} وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ}⁣[إبراهيم: ٤]، فدل على أن ذلك من اللغة فتأمله؛ ولأنه قد جاء نحو ذلك في قول الشاعر:

  إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا

  فلفظ السماء قد استعمله لمعنيين معاً:

  أحدهما: المطر، بدليل قوله: نزل السماء.

  والثاني: النبات، بدليل قوله: رعيناه، وفي قول الآخر:

  وسقى الغضى والساكنيه وإن هم ... شبّوه بين جوانحي وضلوعي

  فإن الغضى استعمله لثلاثة⁣(⁣١) معان:

  الأول: الشجر المخصوص بدليل قوله: وسقي الغضى.

  والثاني: منبته ومكانه، بدليل قوله: والساكنيه.

  والثالث: النار العظيمة المتوقدة في معظم الشجر، بدليل قوله: وإن هم شبّوه، ويسمى ذلك في البيتين وما جرى مجراه: الاستخدام.


(١) في (ب): بين ثلاثة معان.