[من الأدلة على تحريم ذلك من السنة]
  خلا الإمام يحيى #، فإنه قال: إنه يصح من حيث الإرادة لا اللغة، وهو محجوج بقوله تعالى: {إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}[الأحزاب: ٥٦]، الآية ولفظ يصلون مشترك بين معنيين:
  الصلاة من الله، وهي: معظم الرحمة، والصلاة من الملائكة، وهي: الاستغفار، وقد قال تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍ مُبِينٍ}[الشعراء: ١٩٥] وقال تعالى: {قُرآناً عَرَبِيّاً} وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ}[إبراهيم: ٤]، فدل على أن ذلك من اللغة فتأمله؛ ولأنه قد جاء نحو ذلك في قول الشاعر:
  إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا
  فلفظ السماء قد استعمله لمعنيين معاً:
  أحدهما: المطر، بدليل قوله: نزل السماء.
  والثاني: النبات، بدليل قوله: رعيناه، وفي قول الآخر:
  وسقى الغضى والساكنيه وإن هم ... شبّوه بين جوانحي وضلوعي
  فإن الغضى استعمله لثلاثة(١) معان:
  الأول: الشجر المخصوص بدليل قوله: وسقي الغضى.
  والثاني: منبته ومكانه، بدليل قوله: والساكنيه.
  والثالث: النار العظيمة المتوقدة في معظم الشجر، بدليل قوله: وإن هم شبّوه، ويسمى ذلك في البيتين وما جرى مجراه: الاستخدام.
(١) في (ب): بين ثلاثة معان.