[قول الإمام محمد النفس الزكية #]
  من(١) أن يأخذها الظلمة فينفقونها في المعاصي، فكان الضياع للمال أهون من أن يأخذوه؛ لأنهم يتقوّون به في المعاصي، فصار الضياع مباحاً للضرورة، فافهم ذلك.
[قول الإمام محمد النفس الزكية #]
  وقال محمد بن عبد الله النفس الزكية(٢) # في كلام تركت بعضه اختصاراً ما لفظه: (يا أبا خالد إن امرأً مؤمناً لا يُصبح حزيناً ويُمسي حزيناً مما يعاين من أعمالهم إنه لمغبون مفتون، قال: قلت: يا سيدي والله إن المؤمن لكذلك، ولكن كيف بنا ونحن مقهورون مستضعفون خائفون لا نستطيع لهم تغييراً؟! فقال: يا أبا خالد إذا كنتم كذلك فلا تكونوا لهم جمعاً، وانفذوا من أرضهم). رواه أبو طالب # في (الأمالي)(٣).
  فقال #: (لا تكونوا لهم جمعاً) أي: أهل جمع، وأمر بالنفوذ من أرضهم، وهو: الذهاب من أرضهم والخروج إلى غيرها.
(١) من: سقط من (ب).
(٢) هو: الإمام الشهيد المهدي، المعروف بالنفس الزكية: محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ أحد عظماء الإسلام، ورواد الثورة ضد الظلم والطغيان، كان غزير العلم، واسع المعرفة، شجاعاً، سخياً، مولده ونشأته بالمدينة، وكان يقال له: صريح قريش؛ لأن امه وجداته ليس فيهن أم ولد، بايعه جماعة من أهل بيته وبني العباس، وكان من دعاته السفاح وأبو جعفر، ولما انقرضت دولة الأمويين نكث بنو العباس البيعة، وحوّلو الأمر إلى أنفسهم، قام محمد بالثورة في المدينة ضدهم، وقد قاتل قتال الأبطال حتى استشهد سلام الله عليه سنة ١٤٥ هـ (معجم رجال الاعتبار ص ٣٨٩).
(٣) أمالي أبي طالب، باب فضل أهل البيت وأخبارهم ص ١٨٧.