[مسألة]
سورة المائدة
[مسألة]
  وربما سألوا في قوله تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} كيف يليق بذلك قوله من بعد {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ}. وجوابنا أن قوله ø أوفوا بالعقود قد دخل تحته عقد التكليف كما يدخل تحته العقود في المعاملات وغيرها فجعله تعالى مقدمة لذكر التعبد فلذلك قال {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ} ثمّ بين بعده ما حرمه من الميتة والدم وغيرهما ومثل ذلك يعظم موقعه من الحكيم إذا قدمه امام أمره ونهيه كما يحسن من أحدنا أن يقول لولده التزم عهدة البر فمن سبيلك أن لا تخالفني في كيت وكيت فالكلام متسق والحمد للّه وقيل إن تقدير الكلام كأنه قال {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} يا أيها الذين آمنوا أحلت لكم بهيمة الأنعام فعلى هذا الوجه يكون الكلام أبين.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ} كيف يصح أن يحل الأماكن والأوقات. وجوابنا ان المراد لا يحل ما حرم في هذه الأماكن والأوقات فلا يجري ذلك مجرى الأمور التي يحل التصرف فيها مطلقا.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} كيف يصح ذلك ولم يكن الدين من قبل ناقصا إذ لا يجوز أن يقال كان دينه ﷺ قبل ذلك اليوم ناقصا. وجوابنا أن المراد الكمال الذي لا يتغير