[مسألة]
سورة الرعد
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها} كيف يصح أن يرفعها بعمد ونحن لا نراها.
  وجوابنا ان المراد انه يرفعها ويمسكها لا بعمد أصلا ودل بذلك على قدرته لان أحدنا لا يصح أن يرفع الثقيل الا بعمد وعلى هذا الوجه قال {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا} وذلك من عظم نعم اللّه تعالى فلولا ذلك لم يصح التصرف على الأرض ولا أن يدور الفلك والشمس والقمر والنجوم.
[مسألة]
  وربما قيل ما معنى قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} إذ لم يجز عليه المكان. وجوابنا ان المراد الاستيلاء والاقتدار وذكر ثمّ في الاستواء والاقتدار وأراد ما بعد من تسخيره الشمس والقمر لان اقتداره ليس بحادث ولا متجدد فكأنه قال ثمّ {سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} وهو مستول على ذلك مقتدر ثمّ يدبر الأمور التي قدر آجالها.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} ما الفائدة في قوله اثنين وقد عقل ذلك مما تقدم. وجوابنا انه تأكيد يفيد فائدة زائدة لأن الزوجين قد يراد بهما أربعة فبين بقوله اثنين المراد وهو خلقه من كل شيء الذكر والأنثى وما يجري مجراه وفي قوله {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ} دلالة على نعمه وان الواجب التفكر فيها