[مسألة]
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} كيف يصح أن يكون تعالى جعلهم أعداء للأنبياء؟ وجوابنا أنه تعالى إذا عظم الأنبياء واصطفاهم وخصّهم بالمعجزات وكان ذلك من قبله ولأجل ذلك عادوا الأنبياء جاز أن يضيف ذلك إلى نفسه من هذا الوجه بأنه يفعل فيهم العداوة مع زجره ونهيه عن ذلك ومع ايجابه عليهم أن يتركوها إلى الولاية وإلى التصديق والانقياد وحكى تعالى عن الكفار أنهم قالوا {لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً} كالذي فعله تعالى في كتب الأنبياء وجعلوا ذلك كالطعن فقال جل وعز {كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا} فبيّن أن إنزاله على تصرف الأوقات وتجديد ذلك على قلبه ما يوجب الثبات والصبر وذلك معلوم من حال ما يرد على السمع في الأوقات المتباينة وبعد فإنه ﷺ لم يكن يكتب ويقرأ فلو أنزل عليه جملة واحدة لكان مخالفا للحكمة وبعد فإن إنزاله في وقته أحسن موقعا من إنزاله قبله فعند الحوادث إنزال اللّه تعالى ما يتصل بها.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ} كيف يصح حشرهم على وجوههم؟ وجوابنا أنه تعالى قادر على ذلك ويكون أدخل في الذل والإهانة ويحتمل أن يكون المراد أنهم يساقون وجها واحدا إلى جهنم من دون ميل وتوقف كما يقول القائل جئتك اليوم وجها واحدا.
[مسألة]
  وربما قيل في قوله تعالى {أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} كيف يصح وصفه بأنه مدّ ولا يتأتّى فيه ذلك؟ وجوابنا أن المراد به أنه مد ذلك أي ادامه كما قال تعالى في صفة الجنة {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} لما لم يكن هناك شمس ومعنى قوله تعالى {وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً} أي