مسألة: (والثالثة: مسح الرقبة مع الرأس)؛ وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ مَسَحَ عَلَى سَالِفَتَيْهِ وَقَفَاهُ بِالْمَاءِ أَمِنَ مِنَ الغُلِّ يَوْمَ القِيَامَةِ»⁣^(⁣١). ولا خلاف أنه مسنون.

  مسألة: (والرابعة: تكرار الوضوء ثانية وثالثة)؛ وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه توضأ مرةً مرة ثم قال: «هَذَا وُضُوءٌ لاَ يَقْبَلُ اللهُ الصَّلاَةَ إِلاَّ بِهِ، ثُمَّ تَوَضَأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ وقَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ أَعْطَاهُ اللهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاَثاً ثَلاَثأً فَقَالَ: هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي»⁣^(⁣٢).

باب ما ينقض الوضوءَ

  مسألة: و (ينقض الوضوء خمسة أمور: أحدها: كلُّ خارج من السبيلين)⁣^(⁣٣)؛ والأصل في ذلك قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}⁣[النساء: ٤٣]، واسم الغائط يتناول ذلك قل أو كثر؛ وما روي عن أمير المؤمنين # أنه قال: قلت يا رسول الله: الوضوءُ كتبه الله علينا من الحدث فقط؟ فقال: «لاَ، بَلْ مِنْ سَبْعٍ: مِنْ حَدَثٍ، وَبَوْلٍ، وَدَمٍ سَائِلٍ، وَقَيْءٍ ذَارعٍ، وَدَسْعَةٍ تَمْلأُ الفَمَ، وَنَوْمِ مُضْطَجِعٍ، وَقَهْقَهَةٍ فِي الصَّلاَةِ»⁣^(⁣٤).

(١) الأمالي ١/ ٥٦، وشرح التجريد ١/ ٥٢، وأصول الأحكام، والاعتصام ١/ ٢٢٥، والشفاء ١/ ٦٨، وفي الاتحافات السنية ٢/ ٣٦٥ بلفظ: «من توضأ ومسح على عنقه وُقي الغل».

(٢) شرح التجريد ١/ ٤٣، والاعتصام ١/ ٢٢١، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٦٠، ورواه ابن ماجه عن أبي بن كعب رقم ٤٢٠ بلفظ مقارب، وورد المعنى في المستدرك ١/ ٢٥١ رقم ٥٣٣، والترمذي رقم ٤٥.

(٣) جعلتها الشافعية خمسة أيضا ولكنها جعلت من جملة النواقض لمس الرجل زوجته بغير حائل وكذلك مس الفرج ولم تذكر الدم ولا القيء ولا كبائر العصيان.

(٤) شرح التجريد ١/ ٥٤، وأصول الأحكام كما في الاعتصام ١/ ٢٣٤، والشفاء ١/ ٧٣، ونصب الراية ١/ ٤٤.