شرح نكت العبادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

كتاب الصيام

صفحة 107 - الجزء 1

كتاب الصيام

  فصل: الصوم الواجب بالإجماع سبعةُ أنواع: أحدها: صوم شهر رمضان؛ لقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}⁣[البقرة: ١٨٣]، وقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}⁣[البقرة: ١٨٥]. وثانيها: صوم كفارة اليمين؛ لقوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}⁣[المائدة: ٨٩]. وثالثها: صوم الظِّهار؛ لقوله تعالى في الظهار {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ}⁣[المجادلة: ٤]. ورابعها: صوم القتل؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} إلى قوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ}⁣[النساء: ٩٢]. وخامسها: صوم المتمتع؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ}⁣[البقرة: ١٩٦]. وسادسها: صوم الْمُحْرِم فديةً لِمَا منع منه الإحرام؛ لقوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}⁣[البقرة: ١٩٦]، ويدخل في هذا صوم من قتل صيداً؛ لقوله تعالى: {أَوْعَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}⁣[المائدة: ٩٥]. وسابعها: صوم النذر؛ وذلك لقوله تعالى: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ}⁣[الحج: ٢٩]، ولما روي من قول النبي ÷: «مَن نَّذَرَ نَذْراً سَمَّاهُ فَعَلَيْهِ الوَفَاءُ بِهِ»⁣(⁣١). ويلحق بها نوع ثامن مُخْتَلَفٌ فيه وهو صوم المحصر إذا لم يجد الهدي، فإنه يصومُ عشرة أيام، عند الهادي #(⁣٢) قياساً على المتمتع.


(١) الشفاء ١/ ٦١٤، ونصب الراية ٣/ ٣٠٠ بلفظ: «من نذر وسمى فعليه الوفاء بما سمى».

(٢) الأحكام ١/ ٢٣٠.