باب سنن الصلاة
باب سنن الصلاة
  مسألة: (وَسُنَنُها خمسة أمور: أحدها: التوجه قبل التكبيرة)(١)، وهو أن يَتَعَوَّذَ بعد الإقامة(٢)، ثم يقول: وجَّهْتُ وجهيَ، للذي فَطَرَ السمواتِ والأرضَ حنيفاً مُسْلِماً وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونُسُكِيْ ومَحْيَايَ ومماتيْ للهِ ربِّ العالمين، لا شَرِيكَ له وبذلك أُمِرْتُ وأنا من المسلمين، الحمدُ لله الذي لم يتَّخِذْ ولداً ولم يكن له شريكٌ في المُلْكِ، ولم يَكُنْ له وليٌّ من الذُّلِّ. ثم يُكَبِّرُ تكبيرةَ الإحرام. وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه كان يقول ذلك عند الافتتاح إلى قوله: «وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ»(٣). ومثله عن أمير المؤمنين #. فأما قوله بعد ذلك: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً» إِلى قَولِه: «وَليٌّ مِنْ الذُّلِ»؛ فَوَجْهُ ذلك الآيةُ إلى قوله: «وَكَبِّرْهُ تَكْبِيِراً»، فَأَمَرَبذلك قبل التكبير فاقتضى تقديمه عليه. وكان الظاهر من الأمر به يقتضي وجوبه غير أنا عدلنا عنه بدلالة الإجماع، فإنهم لم يختلفوا في أنه ليس بواجب؛ فثبت كونه مندوباً. والوجه في تقديم التوجه على التكبيرة ما روي عن النبي ÷ أنه كان يَفْتَتِحُ الصلاةَ بالتكبيروالقراءةِ بالحمد لله رب العالمين(٤). وهذا يقتضي أنه كان يجمع بينهما ولا يقطع بينهما ذِكْرٌ سواهما.
(١) اختارته الشافعية من الهيئات وجعلته بعد التكبير واختارت التعوذ بعده.
(٢) يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
(٣) شرح التجريد ١/ ١٥٢، وأصول الأحكام، والاعتصام ١/ ٣٦٣، ومسلم رقم ٧٧١، والترمذي رقم ٣٤٢١، والبيهقي ٢/ ٣٢، والدارقطن ١/ ٢٩٧، وابن حبان رقم ١٧٧١، وشرح معاني الآثار ١/ ١٩٩.
(٤) شرح التجريد ١/ ١٥٢، والشفاء ١/ ٢٨٥، والبيهقي ٢/ ١٥، وأبو داود رقم ٧٨٣، وسنن الدارمي رقم ١٢٣٦، وابن ماجه رقم ٨١٢.