شرح نكت العبادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب الاعتكاف

صفحة 114 - الجزء 1

  مسألة: (ومن وجب عليه القضاءُ فأَخَّرَهُ حتى دَخَلَ عليه شهرُ رمضانَ مِنْ قَابِلٍ لزمه لكل يوم أفطره إطعام مسكين والقضاء)؛ وذلك لما روي عن الحسن بن علي @ أنه سُئِلَ عن رجلٍ مرض في رمضانَ فلم يصم حتى أدركه رمضان آخر، قال: يصوم هذا ويقضي ذلك ويطعم عن كل يوم مسكيناً⁣(⁣١)؛ ومثل هذا لا يُعْلَمُ إلا من جهة التوقيف من النبي ÷.

باب الاعتكاف

  مسألة: (الاعتكافُ ملازمةُ المسجد، وأقلُّه يوم). وإنما قلنا: إنه ملازمة المسجد؛ لأنه لا خلاف في ذلك؛ ولقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}⁣[البقرة: ١٨٧]، ولأنه لفظ شرعي يَحتَاجُ إلى بيان، وقد ثبت أن النبي ÷ كان يعتكف في المساجد⁣(⁣٢). وقلنا: أقله يوم؛ لأنه لا يصح الاعتكاف إلا بالصوم؛ لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «لاَ اعْتِكَافَ إِلاَّ بِصِيَامٍ»⁣(⁣٣). والصيامُ لا يصح في أقل من يوم، فلذلك قلنا: إنه أقلُّ الاعتكاف.

  مسألة: (وله شرطان: النيةُ والصومُ). أما النية: فلا خلافَ في أنها شرط لصحة الاعتكاف؛ ولقوله ÷: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»، ولأن اللُّبْثَ في المسجد قد يكونُ عادةً، وقد يكون عبادةً؛ فلا يتميزُأحدُهما عن الآخرِ إلا بالقصد فكان شرطاً فيه. وأما الصوم: فقد تقدم ذِكْرُ ما ورد فيه من قول النبي


(١) شرح التجريد ٢/ ١٤١، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٦٥٠.

(٢) شرح التجريد ٢/ ١٥٤، والشفاء ١/ ٦٧٤، والترمذي رقم ٨٠٥، وأخرج مسلم برقم ١١٧١ ما يثبت ذلك.

(٣) شرح التجريد ٢/ ١٥٢ بلفط مقارب، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٦٧٥، والترمذي رقم ١٥٣٩، الموطأ ١/ ٣١٥ رقم ٦٨٨، ونصب الراية ٢/ ٤٨٦.