يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ، ثُمَّ تَطَهَّرَفَأَحْسَنَ طُهُورَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابهِ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنْ طِيْبِ أَهْلِهِ أَوْ دُهْنِ أَهْلِهِ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَلْغُ، وَلَمْ يَفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ - غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ وَالْجُمُعَةِ الأُخْرَى»⁣^(⁣١).

باب صلاة السفر

  مسألة: (ومن أراد أن يسافرَبريداً أوأكثرَ منه قَصَرَ الصلاةَ إذا خرج من وطنه وتوارت عنه بيوتُ أهله. والبريد ستة وثلاثون ألف ذراع)؛ لأنه أربعةُ فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال، والميل ثلاثة آلاف ذراع⁣^(⁣٢)؛ وذلك لما روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «لاَتُسَافِرُالْمَرْأَةُ بَرِيْداً إِلاَّ وَمَعَهَا زَوْجٌ أَوْ ذُو رَحِمٍ مُحَرَّمٌ»⁣^(⁣٣). فسمَّى البريد سفراً، وروي عنه ÷ أنه كان يَقصرُ في خروجه من مكةَ إلى عرفةَ⁣^(⁣٤)، وذلك بريد. قلنا: ويقصر إذا توارت عنه بيوتُ أهله؛ وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه كان إذا خرج من المدينة سار فرسخاً ثم قصر⁣^(⁣٥).

  مسألة: (وكل أربع من الصلوات فإنه يصليها اثنتين)، والقصرُواجبٌ⁣^(⁣٦) لا يجوز عندنا خلافه؛ وذلك لما روي عن أمير المؤمنين # أنه قال: كنا

(١) أبو داود رقم ٣٤٣، وابن ماجه رقم ١٠٩٧، والبيهقي ٣/ ١٩٢، والطبراني في الكبير ٤/ ١٦١ رقم ٤٠٠٧.

(٢) ٢١ كيلو بالسيارة، والمسافة الموجبة للقصر عند الشافعية ٦٣ كيلو، وعند الحنفية ٨١ كيلو.

(٣) الأمالي ١/ ٣٧١ بلفظ: «لا تسافر المرأة سفراً ثلاثاً فصاعدا إلا مع زوج أو ذي رحم محرم»، وشرح التجريد ١/ ٢٠٨، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٤١٨، والاعتصام ٣/ ١٨، والبيهقي ٣/ ١٣٩ بلفظ: «لا تسافر المرأة بريداً إلا مع ذي محرم»، وابن حبان رقم ٢٧٢٧، وابن خزيمة رقم ٢٥٢٦، وبنفس لفظ الحديث شرح معاني الآثار ٢/ ١١٢.

(٤) الشفاء ١/ ٤١٩، ومصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٢٠٢.

(٥) الشفاء ١/ ٤١٩

(٦) وهو قول الحنفية، وقالت الشافعية إن القصر رخصة والتمام أفضل.