مقدمة المؤلف:
  غرائب العلم، فقال: ÷ «وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟» فقال الرجل يا نبي الله وما رأس العلم؟ فقال: ÷ «معرفة الله حق معرفته». قال الرجل: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال ÷: «أن تعرفه بلا مِثْل ولا شبيه، وأن تعرفه إلها واحدا أولا آخرا ظاهرا باطنا لا كفؤ له ولا مثل»(١). وقد كنت صنفت في أصول الدين وأصول الفقه ضروبا من التصانيف فيها الوجيز وفيها المتوسط، وأرجو أن يكون فيها مقنع للراغبين وكفاية للطالبين. ثم سألني بعض الأخوان المسترشدين، وأهل التقوى واليقين، أن أجمع مختصراً فيما يختص بمذهب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في فروع الشرع وما يتبع مذهبه # ويتفرع عليه. وأُبَيِّنَ وجوه تلك المسائل؛ ليكون ذلك بابا إلى تفاصيل أصول المذهب وفروعه، ومدخلا إلى بسيط هذا الفن ووسيعه. فأجبتهم إلى ذلك رغبة في ما يقع لهم به من المنفعة السَّنِيَّة، وتعرضا لثواب الله سبحانه على هذه الهدية. قال رسول الله ÷: «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم هدية أفضل من كلمة حكمة يسمعها فانطوى عليها ثم علمه إياها، يزيده الله بها هدى، أو يرده عن ردي، وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»(٢). وإلى الله سبحانه أرغب في التوفيق لصالح الأعمال، والفوز بإدراك الأماني والآمال، بِمَنِّه ولُطفِه.
(١) أمالي أبي طالب ص ١٤٣.
(٢) كنز العمال رقم ٢٨٨٩٢.