باب صلاة الجمعة
  لا يكون مدركاً لها ويجب أن يُتِمَّ الظهرَ أربعاً(١)، ووجه ذلك ما روي عن عُمَرَ أنه قال: «إنما جُعِلَتِ الخطبةُ مكانَ الركعتين فمن لم يدرك الخطبَةَ فليصل أربعا»(٢)، ولم يظهر خلافٌ عن أحد من الصحابة، وعن زيد بن علي(٣) والسيد المؤيد بالله ® وأرضاهما(٤) أنه يكون مدركاً للجمعة بإدراك الصلاة؛ ووجه ذلك ما يُروي عن النبي ÷ انه قال: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْجُمُعَةِ أَضَافَ إِلَيْهَا أُخْرَى، وَمَنْ أَدْرَكَ دُوْنَهَا صَلَّي أَرْبَعاً»(٥).
  فصل: ويستحب للمسلمين إظهارُالزينةِ في يوم الجمعة والتجملُ بأحسن الثياب، والطيب، وأكل الطيبات، والترفيه على نفوسهم وما ملكت أيمانهم؛ لما روي عن النبي ÷ أنه قال في يوم الجمعة: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِيْنَ إِنَّ هَذَا يَومٌ جَعَلَهُ اللهُ عِيْداً لِلْمُسْلِمِيْنَ فَاغْتَسِلُوا فِيْهِ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طِيْبٌ فَلاَ يَضُرُّهُ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ»(٦). وعنه ÷ أنه قال: «مَنِ اغْتَسَلَ
(١) المنتخب ص ٥٧.
(٢) شرح التجريد ١/ ٢٢٣، وأصول الأحكام.
(٣) هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب #، ولد سنة ٧٥ هـ، وهو إمام العلم والجهاد. إليه تنتمي الزيدية. خرج على هشام بن عبدالملك بن مروان، واستشهد عام ١٢٢ هـ، ودفن ثم نبش وصلب في كناسة الكوفة، ثم أنزل في ولاية الوليد بن يزيد، وأحرق وذروه رماداً في الماء. عده الجاحظ من خطباء بني هاشم. وقال أبو حنيفة: ما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا. وقال خالد بن صفوان: انتهت الفصاحة، والخطابة، والزهادة، والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي. انظر الحدائق الوردية ١/ ٢٤١ - ٢٦٧، والتحف ص ٦٣، وأعلام المؤلفين الزيدية ص ٤٣٩، والإفادة في تأريخ أئمة الزيدية ص ٦١، والأعلام للزركلي ٣/ ٥٩.
(٤) في (أ) بزيادة: والمنصور بالله وربما كانت حاشية ثم أضافه النساخ إلى الأصل.
(٥) شرح التجريد ١/ ٢٢٣، وأصول الأحكام، والشفاء ١/ ٤١١؛ وقد ضُعِّفَ، والترمذي رقم ٥٢٤، والدار قطني ٢/ ١، والبيهقي ٣/ ٢٠٤ باختلاف يسير.
(٦) الشفاء ١/ ٣٩٧، وابن ماجه رقم ١٠٩٨، والبيهقي ٣/ ٢٤٣.