شرح نكت العبادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب صلاة الخوف

صفحة 72 - الجزء 1

  الركعة الأولى ثم ثبت قائماً وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا إلى وجاه العدو، وجآءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته الثانية⁣(⁣١). وفي بعض الأخبار فيركع الركعةَ الأخيرة ويسجد ثم يسلم فيقومون ويركعون الركعة البَاقيَة ثم يسلمون⁣(⁣٢).

  مسألة: (فإذا صلى بهم المغربَ صلَّي بالطائفة الأولى ركعتين، وبالثانية ركعة واحدة، وأتَمَّ كلٌّ من القسمين صلاته على مثل ما ذكرنا). وذلك لما روي عن أمير المؤمنين # عن النبي ÷ أنه قال في صلاة الخوف في المغرب قال: «يُصَلِّى بِالطَّائِفَةِ الأُوْلَى رَكْعَتَيْنِ، وَبِالطَّائِفَةِ الثَّانِيَةِ رَكْعَةً، وَتَقْضِيْ الطَّائِفَةُ الأُوْلَى رَكْعَةً، وَتَقْضِيْ الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ رَكْعَتَيْنِ»⁣(⁣٣).

  مسألة: (ولا تُصَلَّى صلاةُ الخوف إلا في السفر)⁣(⁣٤). والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[النساء: ١٠١] فالله سبحانه شرع صلاة الخوف بشرطين: أحدهما: السفر، والثاني: الخوف؛ لأن قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} هو اشتراط السفر؛ لأنه الضرب في الأرض. وقولَه تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} هو اشتراط السفر. وقوله تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} هواشتراط الخوف، ولا شك أن كلَّ


(١) شرح التجريد ١/ ٢١٣، والشفاء ١/ ٤٢٣، والاعتصام ٢/ ٧٨، والبخاري رقم ٩٠٠، ومسلم رقم ٨٤٢، والترمذي رقم ٥٦٥، وأبو داود رقم ١٢٣٨.

(٢) شرح التجريد ١/ ٢١٣، وأصول الأحكام، والاعتصام ٢/ ٧٨، ومصنف ابن أبي شيبة رقم ٨٢٧٥.

(٣) المسند ص ١٥٣، وشرح التجريد ١/ ٢١٥، وأصول الأحكام، والاعتصام ٢/ ٨٠.

(٤) عند الحنفية، والشافعية أنها تحوز في السفر والحضر.