شرح نكت العبادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب صلاة الجماعة

صفحة 73 - الجزء 1

  حكم تعلق بشرطين فإنه لا يثبت إلا بهما جميعاً، كقول القائل: إذا دخل زيد الدار فأعطه درهماً إن سلم عليك، فإنه لا يلزمه إعطاؤه الدرهمَ إلا باجتماع هذين الشرطين: من دخول الدار والتسليم عليه، كذلك ما نحن فيه.

باب صلاة الجماعة

  مسألة: (وفي صلاة الجماعة فضل كبير). وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «صَلاَةٌ فِيْ جَمَاعَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ أَرْبَعَةً وعِشْرِينَ جُزْءاً»، أو قال: «درجة وهي الخامسة»⁣(⁣١).

  مسألة: (وإذا كان المصلي مع الإمام واحداً وَقَفَ عن يمين الإمام وإن كانوا أكثر من واحد تقدمهم الإمام). وذلك لما روي عن أمير المؤمنين # أنه قال: أمَّنَا رسول الله ÷ أنا ورجل من الأنصار فتقدَّمَنَا رسولُ الله ÷ وتَخلَّفْنَا خلفه فصلي بنا ثم قال: «إِذَا كَانَ اثْنَانِ فَلْيَقُمْ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِيْنِ الآخَرِ»⁣(⁣٢). وفي الخبر دلالة على المسألتين جميعاً.

  مسألة: (وتابَعُوه في أفعاله ولم يخالفوه في شيء). وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوْا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ»⁣(⁣٣). وهذا يقتضي أنهم يركعون


(١) الشفاء ١/ ٣٢٨، و مسلم رقم ٦٤٩، والترمذي رقم ٢١٦، وابن ماجه رقم ٧٩٠ بألفاظ مقاربة.

(٢) شرح التجريد ١/ ١٧٦، والشفاء ١/ ٣٥١، والاعتصام ٢/ ٣٧، وأصول الأحكام.

(٣) أصول الأحكام، والاعتصام ٢/ ٣٥، وفي البخاري رقم ٦٥٧، ومسلم رقم ٤١١، والترمذي رقم ٣٦١، وأبو داود رقم ٦٠١، وابن ماجه رقم ١٢٣٨.