همزة الوصل
  الفائدة الأولى: في حكم مواقعهما، واعلم أنهما لا يدخلان إلا في المواضع الطلبية وحيث يكون الإنشاء وجملة مواقعها ستة، (الأمر النهي، والاستفهام، التمني، العرض، والقسم) تقول (اضربَنّ، ولا تخرجن، وهل تقومن، وليتك تأتين، وألا تنزلن، و والله لتقعدَن) ودخولهما في هذه المواضع على وجهين لازم وغير لازم فاللازم في القسم (لا غير، وغير اللازم في سائرها، ونعني باللزوم أنه لا يجوز مجيء القسم بغير نون) فلا يجوز أن تقول (والله ليقوم زيد)، ولا يحسن دخولهما على الأخبار، فلا تقول (زيد يقومن).
  الفائدة الثانية في أحكامها: واعلم أن أحكامها نوعان، فالنوع الأول: يختص الموافقة بينهما، وهي حاصلة من أوجه ثلاثة أولها أنهما جميعا لا تكونان إلا في مواضع الطلب والإنشاء كما قدمنا.
  وثانيهما: أن الفعل معهما مبني بكل حال على الفتح للمذكر في مثل (احضرن يا رجل) وعلى الكسر للمؤنث في مثل (احضرن يا امرأة) وعلى الضم مع جماعة الرجال في مثل قولك (احضرن يا رجال) وعلى السكون مع جماعة النساء في نحو (احضرنان يا نساء).
  وثالثهما: أنهما مشتركان في أنهما لتأكيد الفعل وكونهما في آخره وهما كالتنوين في الأسماء.
  النوع الثاني: يختص المخالفة بينهما من أوجه أربعة.
  أولها أن الخفيفة من حرف واحد والثقيلة مركبة من حرفين، والتأكيد بالثقيلة بمنزلة التأكيد باسمين والتأكيد بالخفيفة بمنزلة التأكيد باسم واحد.
  وثانيهما: أن الخفيفة لا تدخل في فعل الاثنين، وفعل جماعة النساء، لئلا يجمع بين ساكنين في مثل قولك (هل تضربان يا زيدان وهل تضربنان يا نساء)