الحروف الناصبة
  وثانيها: أن يكون ما بعدها مسبباً عما قبلها فتكون بمعنى (كي) تقول (أسلمت حتى يغفر الله لي) فالغفران مسبب عن الإسلام.
  وللفعل بعدها حالتان:
  الحالة الأولى: أن يكون مستقبلاً أو في حكم الاستقبال فيلزمه النصب والذي يكون مستقبلاً في مثل قولك (سرت حتى أدخل البلد).
  فهذا إنما يكون مستقبلاً لأن دخولك في وقت السير كان مترقباً منتظراً لم يوجد. والذي يكون في حكم المستقبل هو أن يكون الدخول قد تقضى ومضى، إلا أنه كان في وقت السير المفعول من أجله كان مترقباً، فلهذا نصب على هذا التقدير.
  الحالة الثانية: أن يكون حالاً أو في حكم الحال فيرفع، فالذي يكون حالاً، في مثل قولك (سرت حتى أنا الآن أدخل البلد) وفي مثل قولهم (مرض حتى لا يرجونه) أي هو الآن لا يرجى (وشربت الإبل حتى يجيء البعير يجر بطنه) بمعنى هو الآن يجر بطنه، والذي يكون في حكم الحال هو أن يكون الفعل قد انقضى ومضى، إلا أنك تحكي الحال الماضية التي انقضت ومضت فلهذا رفعته على هذا التقدير.
  (اللام) ولها معنيان أحدهما: أن تكون بمعنى كي في مثل قولك (قمت ليقوم).
  وثانيها أن تكون مؤكدة للنفي في نحو قولك (ما كنت لأعطيك) وكل واحدة منها تعمل النصب في الفعل، لكن بينها فرق من وجهين:
  أما أولاً: فلأن لام كي تدخل في الإثبات، ولام الجحد لا تكون إلا مؤكدة للنفي كما ذكرناه.
  وأما ثانياً: فلأن لام كي لو أسقطت من الكلام فسد المعنى بخلاف لام الجحد، فليس سقوطها يفسد المعنى.
  (الفاء): ومعناها السببية، بمعنى أن ما بعدها مسبب عما قبلها وتنصب الفعل في جواب أحد الأشياء السته (الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والعرض، والجحد)